للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قبل لقوا مسلما ونصرانيا، فأعفوا النصراني وقالوا: احفظوا وصية نبيكم فيه، وقتلوا المسلم، ثم لقوا عبد الله بن خبّاب الصحابي وفي عنقه المصحف، فقالوا: إن المصحف يأمرنا بقتلك، فوعظهم، وذكّرهم، وحدّثهم، عن أبيه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلم يقبلوا، وقالوا له: ما تقول في أبي بكر وعمر، فأثنى عليهما، فقالوا: ما تقول في عليّ قبل التحكيم، وعثمان قبل الحدث، فأثنى عليهما خيرا، قالوا: فما تقول في التحكيم والحكومة، قال: أقول: إن عليا أعلم منكم، وأشدّ توقّيا على دينه، فقالوا: إنك لست تتبع الهدى، فربطوه إلى جانب النهر وذبحوه، فاندفق دمه على الماء يجري مستقيما.

وروي أن رجلا قال لعليّ: ما بال خلافة أبي بكر وعمر كانت صافية، وخلافتك أنت وعثمان متكدّرة؟ فقال: إن أبا بكر وعمر، كنت أنا وعثمان من أعوانهما، وكنت أنت وأمثالك من أعواني وأعوان عثمان. وقال له رجل من اليهود: ما أتى عليكم بعد نبيكم إلا نيّف وعشرون سنة حتى ضرب بعضكم بعضا بالسيف، فقال رضي الله عنه: فأنتم ما جفّت أقدامكم من البحر حتى قلتم: يا مُوسَى اجْعَلْ لَنا إِلهاً كَما لَهُمْ آلِهَةٌ ٧: ١٣٨ [الأعراف: ١٣٨] . ومما رثي به عليّ كرم الله وجهه:

ألا قل للخوارج أجمعينا ... فلا قرّت عيون الشّامتينا

أفي [١] شهر الصّيام فجعتمونا ... بخير النّاس طرّا أجمعينا [٢]

قتلتم خير من ركب المطايا ... وذلّلها ومن ركب السّفينا

ومن لبس النّعال ومن حذاها ... ومن قرأ المثاني والمئينا


[١] سقطت الألف من لفظة «أفي» من الأصل، وأثبتناها من المطبوع.
[٢] في الأصل والمطبوع: «ابتعينا» وهو تحريف، والتصويب من «تاريخ الطبري» (٥/ ١٥٠) وقد نسب الأبيات إلى أبي الأسود الدؤلي.

<<  <  ج: ص:  >  >>