للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفيها أبو علي الفارمذي- بفتح الفاء والراء والميم ومعجمة [١] نسبة إلى فارمذ قرية بطّوس- الفضل بن محمد الزاهد، شيخ خراسان.

قال عبد الغافر: هو شيخ الشيوخ في عصره، المنفرد بطريقته في التذكير، التي لم يسبق إليها في عبارته وتهذيبه، وحسن أدائه، ومليح استعارته، [ودقيق إشارته] ورقة ألفاظه.

دخل نيسابور، وصحب القشيري، وأخذ في الاجتهاد البالغ، إلى أن قال: وحصل له عند نظام الملك [قبول] [٢] خارج عن الحدّ. روى عن أبي عبد الله بن باكويه، وجماعة، وعاش سبعين سنة. توفي في ربيع الآخر.

قاله في «العبر» [٣] .

وقال الشيخ عبد الرؤوف المناوي في «طبقات الأولياء» : كان عالما، شافعيا، عارفا بمذاهب السّلف، ذا خبرة بمناهج الخلف، وأما التصوف فذاك عشّه الذي منه درج، وغابه الذي ألفه ليثه ودخل وخرج، تفقه على الغزالي الكبير، وأبى عثمان الصّابوني، وغيرهما، وأخذ عنه حجّة الإسلام، وجدّ واجتهد، وكان ملحوظا من القشيري بعين العناية، موفرا عليه منه طريق الهداية، حتّى فتح عليه لوامع من أنواع المجاهدة، وصار من مذكوري الزمان ومشهوري المشايخ، وكان لسان الوقت.

وقال السمعاني [٤] : كان لسان خراسان، وشيخها، وصاحب الطريقة الحسنة في [٥] تربية المريدين، وكان مجلس وعظه روضة ذات أزهار.


[١] كذا قال المؤلّف وقد تبع في ذلك السمعاني في «الأنساب» (٩/ ٢١٨) وقال ياقوت في «معجم البلدان» (٤/ ٢٢٨) : بالراء الساكنة يلتقي بسكونها ساكنان، وفتح الميم وآخره زال معجمة.
[٢] لفظة «قبول» سقطت من «آ» و «ط» واستدركتها من «العبر» .
[٣] (٣/ ٢٩٠) و «سير أعلام النبلاء» (١٨/ ٥٦٥) وما بين حاصرتين مستدرك منه.
[٤] انظر «الأنساب» (٩/ ٢١٩) وقد نقل المؤلف كلامه بتصرف.
[٥] في «الأنساب» : «من» .

<<  <  ج: ص:  >  >>