للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومن مشاهير قصائد ابن عمّار:

أدر الزجاجة فالنّسيم قد انبرى ... والنّجم قد صرف العنان عن السّرى

والصّبح قد أهدى لنا كافوره ... لما استردّ اللّيل منّا العنبرا

ومن مديحها [١] وهي في المعتمد بن عبّاد:

ملك إذا ازدحم الملوك بمورد ... ونحاه لا يردون حتّى يصدرا

أندى على الأكباد من قطر النّدى ... وألذ في الأجفان من سنة الكرى

قدّاح زند المجد لا ينفك عن [٢] ... نار الوغى إلّا إلى نار القرى

ومن جملة ذنوبه عند المعتمد بيتان هجاه وهجا ابنه المعتضد بهما وهما:

مما يقبّح عندي ذكر أندلس ... سماع معتضد فيها ومعتمد

أسماء مملكة في غير موضعها ... كالهرّ يحكي انتفاخا صولة الأسد

وكان أقوى الأسباب على قتله أنه هجاه بشعر ذكر فيه أم بنيه المعروفة بالرّميكية، منها:

تخيّرها [٣] من بنات الهجان ... رميكيّة [٤] لا تساوي عقالا

فجاءت بكلّ قصير الذراع ... لئيم النّجارين [٥] عمّا وخالا

وهذه الرّميكيّة [٤] كانت سريّة المعتمد، اشتراها من رميك بن حجّاج، فنسبت إليه، وكان قد اشتراها في أيام أبيه المعتضد، وأفرط في الميل إليها،


[١] يعني من أبيات المديح في القصيدة نفسها.
[٢] في «وفيات الأعيان» : «من» .
[٣] في «وفيات الأعيان» : «تخيرتها» .
[٤] قلت: وكانت شاعرة، ماتت سنة (٤٨٨) هـ-. انظر «الأعلام» للعلّامة الزركلي (١/ ٣٣٤) .
[٥] في «آ» و «ط» : «النجادين» وهو خطأ، والتصحيح من «وفيات الأعيان» . وقال ابن منظور في «لسان العرب» (نجر) : النّجر والنَّجار والنُّجار: الأصل والحسب.

<<  <  ج: ص:  >  >>