للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المتقدم ذكره [١] وهي من غرر قصائده ومشاهيرها، وأولها:

لجاجة قلب ما يفيق غرورها ... وحاجة نفس ليس يقضى يسيرها

وقفنا صفوفا في الدّيار كأنّها ... صحائف [٢] ملقاة ونحن سطورها

يقول خليلي والظّباء سوانح ... أهذا الذي تهوى؟ فقلت: نظيرها

لئن شابهت أجيادها وعيونها ... لقد خالفت أعجازها وصدورها

فيا عجبا منها يصدّ [٣] أنيسها ... ويدنو على ذعر إلينا نفورها

وما ذاك إلّا أن غزلان عامر ... تيقنّ أن الزائرين صقورها

ألم يكفها ما قد جنته شموسها ... على القلب حتّى ساعدتها بدورها

نكصنا على الأعقاب خوف إناثها ... فما بالها تدعو نزال ذكورها

وو الله ما أدري غداة نظرننا ... أتلك سهام أم كؤوس تديرها

فإن كنّ من نبل فأين حفيفها ... وإن كنّ من خمر فأين سرورها

أيا صاحبيّ استأذنا لي خمارها ... فقد أذنت لي في الوصول خدورها

فلا تحسبا قلبي طليقا فإنما ... لها الصّدر سجن وهو فيه أسيرها

أراك الحمى قل لي بأيّ وسيلة ... توسلت حتّى قبّلتك ثغورها؟

أعدت إلى جسم الوزارة روحه ... وما كان يرجى بعثها ونشورها

أقامت زمانا عند غيرك طامثا [٤] ... وهذا رعاك الله وقت طهورها

من الحقّ أن يحبى بها مستحقها ... وينزعها مردودة مستعيرها

إذا ملك الحسناء من ليس كفأها ... أشار عليها بالطّلاق مشيرها

وكانت ولادة فخر الدولة المذكور سنة ثلاث وتسعين وثلاثمائة


[١] انظر ترجمته في ص (٢٧٩- ٢٨٠) من هذا المجلد.
[٢] في «آ» و «ط» : «صحيفة» وأثبت لفظ «وفيات الأعيان» .
[٣] في «آ» و «ط» : «يصيد» وأثبت لفظ «وفيات الأعيان» (٥/ ١٢٩) مصدر المؤلف.
[٤] في «آ» و «ط» : «ضامنا» والتصحيح من «وفيات الأعيان» .

<<  <  ج: ص:  >  >>