للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بالموصل، وتوفي بها في رجب، وقيل: في المحرم، ودفن في تل التوبة، وهو تل قبالة الموصل، يفصل بينهما عرض الشطّ.

وأما ولده عميد الدولة فقد ذكره محمد بن عبد الملك الهمذاني في «تاريخه» فقال: انتشر عنه الوقار، والهيبة، والعفّة، وجودة الرأي، وخدم ثلاثة من الخلفاء، ووزر لاثنين منهم، وكان عليه رسوم كثيرة وصلات جماعة، وكان نظام الملك يصفه دائما بالأوصاف العظيمة، ويشاهده بعين المكافئ الشهم، ويأخذ رأيه في أهم الأمور، ويقدّمه على الكفاة والصدور، ولم يكن يعاب بأشد من الكبر الزائد، فإنّ كلماته كانت محفوظة مع ضنّه بها، ومن كلّمه بكلمة قامت عنده مقام بلوغ الأمل، فمن جملة ذلك أنه قال لولد الشيخ الإمام أبي نصر بن الصباغ: اشتغل وادأب وإلا كنت صبّاغا بغير أب. انتهى كلام ابن الهمذاني.

وكان نظام الملك قد زوّجه بنته زبيدة، وكان قد عزل عن [١] الوزارة ثم أعيد إليها بسبب المصاهرة، وفي ذلك يقول الشريف أبو يعلى بن الهبّارية:

قل للوزير ولا تفزعك هيبته ... وإن تعاظم واستولى لمنصبه

لولا ابنة الشيخ ما استوزرت ثانية ... فاشكر حرّا صرت مولانا الوزير به [٢]

ولعميد الدولة شعر ذكره في «الخريدة» لكنه غير مرضي.

وذكره ابن السمعاني في كتاب «الذيل» ومدحه خلق كثير من شعراء عصره.

وفيه يقول صرّدرّ قصيدته العينية المشهورة التي أولها:

قد بان عذرك والخليط مودّع ... وهوى النّفوس مع الهوادج يرفع


[١] في «ط» : «من» .
[٢] كذا في «آ» و «ط» و «وفيات الأعيان» (٥/ ١٣٢) ولا يستقيم وزن البيت الثاني والأصح أن يقال:
............... ............. ... فاشكر لمن صرت مولانا الوزير به

<<  <  ج: ص:  >  >>