للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مات ملكشاه سار أخوه تتش- بتاءين فوقيتين وشين معجمة- من الشام، فالتقاه إبراهيم العقيلي في ثلاثين ألفا، فأسر إبراهيم وقتل صبرا.

وقال السيوطي في «تاريخ الخلفاء» [١] : وفي سنة أربع وثمانين قدم السلطان ملكشاه بغداد، وأمر بعمل جامع كبير بها، وعمل الأمراء حوله دورا ينزلونها، ثم رجع إلى أصبهان، وعاد إلى بغداد في سنة خمس وثمانين عازما على الشرّ، وأرسل إلى الخليفة يقول: لا بدّ أن تترك لي بغداد وتذهب إلى أيّ بلد شئت، فانزعج الخليفة، وقال: أمهلني ولو شهرا، قال: ولا ساعة واحدة. فأرسل الخليفة إلى وزراء السلطان يطلب المهلة عشرة أيام، فاتفق مرض السلطان وموته، وعدّ ذلك كرامة للخليفة، وقيل: إن الخليفة جعل يصوم، فإذا أفطر جلس على الرماد ودعا على ملكشاه، فاستجاب الله دعاءه، وذهب إلى حيث ألقت، ولما مات كتمت زوجته تركان [خاتون] موته، وأرسلت إلى الأمراء سرّا فاستحلفتهم [٢] لولده محمود، وهو ابن خمس سنين. فحلفوا له، وأرسلت إلى المقتدي في أن يسلطنه فأجاب، ولقبه ناصر الدّنيا والدّين، ثم خرج عليه أخوه بركياروق بن ملكشاه، فقلده الخليفة، ولقبه بركن الدّين، وذلك في محرم سنة سبع وثمانين، وعلم الخليفة على تقليده، ثم مات الخليفة من الغد فجأة. انتهى كلام السيوطي.


[١] ص (٤٢٥- ٤٢٦) وما بين حاصرتين زيادة منه.
[٢] في «آ» : «فاستخلفتهم» .

<<  <  ج: ص:  >  >>