للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جماعة، طرأ على جزيرة الأندلس، منتصف المائة الخامسة من الهجرة، بعد خراب وطنه من القيروان، والأدب يومئذ بأفقنا نافق السّوق، معمور الطريق، فتهادته ملوك طوائفها تهادي الرياض بالنّسيم، وتنافسوا فيه تنافس الديار في الأنس المقيم، على أنه كان فيما بلغني ضيق العطن، مشهور اللّسن، يتلفت إلى الهجاء تلفت الظمآن إلى الماء، ولكنه طوي على غرّه، واحتمل بين زمانته [١] وبعد قطره، ولما خلع ملوك الطوائف بأفقنا، اشتملت عليه مدينة طنجة، وقد ضاق [٢] ذرعه، وتراجع طبعه.

وقال ابن خلّكان [٣] : وهذا أبو الحسن- أي صاحب الترجمة- ابن خالة أبي إسحاق الحصري صاحب «زهر الآداب» .

وذكره ابن بشكوال في كتاب «الصلة» [٤]- والحميدي [٤] أيضا- وقال:

كان عالما بالقراءات وطرقها، وأقرأ الناس القرآن الكريم بسبتة وغيرها، وله قصيدة نظمها في قراءة نافع، عدد أبياتها مائتان وتسعة. وله ديوان شعر، فمن قصائده السائرة القصيدة التي أولها:

يا ليل الصّبّ متى غده ... أقيام السّاعة موعده

رقد السّمّار فأرّقه ... أسف للبين يردّده

وله أيضا:

أقول له وقد حيّا بكاس ... لها من مسك ريقته ختام

أمن خدّيك تعصر؟ قال: كلّا ... متى عصرت من الورد المدام؟

ولما كان بمدينة طنجة أرسل غلامه إلى المعتمد بن عباد صاحب


[١] في «آ» و «ط» : «زمانية» والمثبت من «الذخيرة» و «وفيات الأعيان» .
[٢] في «آ» و «ط» : «وقد ضاقت» والمثبت من «الذخيرة» و «الوفيات» .
[٣] انظر «وفيات الأعيان» (٣/ ٣٣٢) .
[٤] انظر «الصلة» (٢/ ٤٣٢) و «جذوة المقتبس» ص (٣١٤) .

<<  <  ج: ص:  >  >>