للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأن لا يقبل من أحد شفاعة، ولا يغيّر ملبسه، فأجابوه، فأجابهم إلى ذلك، وكان يقول: ما دخلت في القضاء حتّى وجب عليّ.

وقيل: إنه لم يتبسم قطّ، وكان له أجور من أملاكه تبلغ في الشهر دينارا ونصفا ينتفع بذلك.

قال أبو علي بن سكرة: أما العلم فكان يقال: لو رفع المذهب أمكنه أن يمليه من صدره.

وقال السمعاني: هو أحد المتقنين لمذهب الشافعي، وله اطّلاع على أسرار الفقه، وكان ورعا، زاهدا، جرت أحكامه على السداد.

وقال ابن النجار: صنّف كتاب «البيان في أصول الدّين» وكان على طريقة السلف.

وقال غيره: لم يقبل من سلطان عطية، ولا من صديق [١] هدية، وكان يعاب بالحدّة وسوء الخلق. توفي عاشر شعبان ودفن قرب ابن سريج.

وفيها أبو عبد الله الحميدي محمد بن [أبي] نصر [٢] فتّوح بن عبد الله بن فتّوح بن حميد بن يصل [٣] الميورقي- بفتح الميم وضم التحتية، وسكون الراء، وقاف، نسبة إلى ميورقة، جزيرة قرب الأندلس- الأندلسي الحافظ الحجّة العلّامة، مؤلف «الجمع بين الصحيحين» توفي في ذي الحجة، عن نحو سبعين سنة. وكان أحد أوعية العلم، وكان ظاهري المذهب، أكثر عن ابن حزم، وابن عبد البرّ، وحدّث عن خلق، ورحل في حدود الخمسين، فسمع بالقيروان، والحجاز، ومصر، والشام، والعراق، وكتب عن خلق كثير، وكان دؤوبا على الطلب للعلم، كثير الاطّلاع، ذكيا،


[١] ي «آ» و «ط» : «ولا من صديقه» وما أثبته من «طبقات الشافعية» لابن قاضي شهبة.
[٢] في «آ» و «ط» : «محمد بن نصر» وهو خطأ، والتصحيح من «الأنساب» (٤/ ٢٣٣) و «العبر» (٣/ ٣٢٥) .
[٣] في «آ» و «ط» : «ابن بطل» وما أثبته من «العبر» (٣/ ٣٢٥) .

<<  <  ج: ص:  >  >>