للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المستظهري. وأخذ بدمشق عن الفقيه نصر المقدسي، وردّ إلى بلاده بعلم جمّ، وبرع في الحديث وفنونه، وصنّف التصانيف، وقد أكره على القضاء، فوليه ثم اختفى حتّى أعفي واستشهد في مصافّ قتندة، في ربيع الأول، وهو من أبناء الستين، وأصيب المسلمون يومئذ.

قال ابن ناصر الدّين [١] : هو حافظ متقن كبير ثقة مأمون.

وفيها توفي بالجند- كما قال ابن الأهدل [٢]- الفقيه الإمام زيد بن عبد الله بن جعفر اليفاعي اليمني- نسبة إلى يفاعة مكان باليمن- تفقه على الشيخ الإمام أبي بكر بن جعفر المخائي- والمخا من سواحل اليمن [٣]- وكانت وفاة المخائي سنة خمسمائة، وقد تخرّج به جماعة، وكان يحفظ «المجموع» للمحاملي و «الجامع في الخلاف» لأبي جعفر، وتفقه زيد اليفاعي بأبي إسحاق الصّردفي [٤] وزوّجه الصّردفي [٤] ابنته كما تقدم، ثم ارتحل زيد إلى مكّة المرّة الأولى، فقرأ على تلميذ الشيخ أبي إسحاق ارتحل زيد إلى مكّة المرّة الأولى، فقرأ على تلميذ الشيخ أبي إسحاق الشيرازي: الحسين بن علي الشّاشي، مصنّف «العدة» وغيره، ثم رجع إلى الجند، واجتمع عليه الموافق والمخالف من أهل اليمن، وقرأ عليه الإمام يحيى صاحب «البيان» نكت الشيخ أبي إسحاق في الخلاف، وعدة كتب، وقرأ عليه أيضا عبد الله الهمداني، وعبد الله بن يحيى الصّعبي، وذلك في دولة أسعد بن أبي الفتوح الحميري، الذي قتله أصحابه بحصن تعز ودفنوه فيه، ونبشه سيف الإسلام أبو أيوب، ودفنه في مقابر المسلمين.

وكان زيد صغير الجسم، وله مهابة عظيمة.


[١] في «التبيان شرح بديعة البيان» (١٥٩/ آ) .
[٢] انظر «مرآة الجنان» (٣/ ٢٠٥- ٢٠٦) و «غربال الزمان» ص (٤٠٥- ٤٠٦) .
[٣] وقال ياقوت في «معجم البلدان» (٥/ ٦٧) : المخا: موضع باليمن بين زبيد وعدن بساحل البحر.
[٤] كذا في «آ» و «ط» و «غربال الزمان» : «الصردفي» وفي «مرآة الجنان» : «الصروفي» .

<<  <  ج: ص:  >  >>