للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وشجون تضافرت [١] ... عند كشف الضّفائر

ويحكى أنه كان ذميما قبيح المنظر، فجاءه شخص غريب يزوره ويأخذ عنه شيئا، فلما رآه استزرى شكله، ففهم الحريري ذلك منه، فلما التمس منه أن يملي عليه، قال له: اكتب:

ما أنت أول سار غرّه قمر ... ورائد أعجبته خضرة الدّمن

فانظر [٢] لنفسك غيري إنني رجل ... مثل المعيديّ فاسمع بي ولا ترني

فخجل الرجل منه وانصرف عنه.

وكانت ولادة الحريري في سنة ست وأربعين وأربعمائة. وتوفي بالبصرة في سكة بني حرام، وخلّف ولدين.

قال أبو منصور الجواليقي: أجازني «المقامات» نجم الدّين عبد الله، وقاضي قضاة البصرة ضياء الإسلام عبيد الله، عن أبيهما منشئها.

والمشان: بليدة فوق البصرة، كثيرة النخل، موصوفة بشدة الوخم [٣] ، وكان أهل الحريري منها، ويقال: إنه كان له بها ثمانية عشر ألف نخلة، وأنه كان من ذوي اليسار. انتهى ما أورده ابن خلّكان ملخصا.

ويحكى أن الحريريّ جاءه رجل يقرأ عليه «مقاماته» فلما وصل إلى قوله:

يا أهل ذا المغني وقيتم شرّا ... ولا لقيتم ما بقيتم ضرّا

قد دفع اللّيل الذي اكفهرّا ... إلى حماكم [٤] شعثا مغبرّا

[٥]


[١] في «آ» و «ط» : «تظافرت» وأثبت لفظ «وفيات الأعيان» .
[٢] في «وفيات الأعيان» : «فاختر» .
[٣] تحرفت في «آ» و «ط» إلى «الرخم» والتصحيح من «وفيات الأعيان» .
[٤] في نسخة «المقامات المطبوعة التي بين يدي» : «ذراكم» .
[٥] البيتان في «مقامات الحريري» ص (٣٢- ٣٣) طبعة البابي الحلبي.

<<  <  ج: ص:  >  >>