للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وشعره في الذّروة العليا، ولو لم يكن له إلّا قصيدته البائية لكفاه، فكيف وأكثر قصائده غرر، وهي:

خذا من صبا نجد أمانا لقلبه ... فقد كاد ريّاها يطير بلبّه

وإياكما ذاك النّسيم فإنه ... متى هبّ كان الوجد أيسر خطبه

خليليّ لو أحببتما لعلمتما ... محلّ الهوى من مغرم القلب صبّه

تذكّر والذّكرى تشوق وذو الهوى ... يتوق ومن يعلق به الحبّ يصبه

غرام على يأس الهوى ورجائه ... وشوق على بعد المزار وقربه

وفي الرّكب مطويّ الضلوع على جوى ... متى يدعه داعي الغرام يلبّه

إذا خطرت من جانب الرمل نفحة ... تضمّن منها داءه دون صحبه

ومحتجب بين الأسنّة معرض ... وفي القلب من إعراضه مثل حجبه

أغار إذا آنست في الحيّ أنّة ... حذارا وخوفا أن تكون لحبّه

وهي طويلة.

وله بيتان من قصيدة:

وبالجزع حيّ كلما عنّ ذكرهم ... أمات الهوى مني فؤادا وأحياه

تمنّيتهم [١] بالرقمتين ودارهم ... بوادي الغضا يا بعد ما أتمنّاه

قال صاحب «العبر» [٢] : يعرف ابن الخياط بابن سني الدولة [٣] الطرابلسي، عاش سبعا وستين سنة، وكتب أولا لبعض الأمراء، ثم مدح الملوك والكبار، وبلغ في النظم الذّروة العليا. أخذ يحدّث عن أبي الفتيان محمد بن حيّوس، وأخذ عنه ابن القيسراني.


[١] في «آ» و «ط» : «تمنيهم» والتصحيح من «المنتخب» و «وفيات الأعيان» .
[٢] (٤/ ٣٩- ٤٠) .
[٣] في «آ» و «ط» و «المنتخب» (١٠٧/ آ) : «سناء الدولة» والتصحيح من «العبر» و «سير أعلام النبلاء» .

<<  <  ج: ص:  >  >>