للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والرّأي أن يختار فيما دونه ال ... مرّان وخز أسنّة المرّان

وله:

وجفّ النّاس حتّى لو بكينا ... تعذّر ما تبلّ به الجفون

فما يندى لممدوح بنان ... ولا يندى لمهجوّ جبين

ولد الغزّيّ هذا بغزة هاشم سنة إحدى وأربعين وأربعمائة، وتوفي ما بين مرو وبلخ من بلاد خراسان، ونقل إلى بلخ ودفن بها، ونقل عنه أنه كان يقول لما حضرته الوفاة: أرجو أن يغفر لي ربي لثلاثة أشياء: كوني من بلد الإمام الشافعي، وأني شيخ كبير، وأني غريب، رحمه الله تعالى وحقّق رجاءه.

وفيها الإخشيذ إسماعيل بن الفضل الأصبهاني السرّاج التاجر. قرأ القرآن على جماعة وروى الكثير عن ابن عبد الرحيم، وأبي القاسم بن أبي بكر الذكواني، وطائفة، وعمّر ثمانيا وثمانين سنة.

وفيها البارع، وهو أبو عبد الله الحسين بن محمد بن عبد الوهاب البغدادي الدبّاس، المقرئ الأديب الشاعر، وهو من ذريّة أبي القاسم بن عبيد الله [١] وزير المعتضد. قرأ القرآن على أبي بكر محمد بن علي الخيّاط وغيره، وروى عن أبي جعفر بن المسلمة، وله مصنفات وشعر فائق.

قال ابن خلّكان [٢] : كان نحويّا لغويّا مقرئا، حسن المعرفة بصنوف من الآداب، وأفاد خلقا كثيرا، خصوصا بإقراء القرآن الكريم.

وهو من بيت الوزارة، فإن جدّه القاسم كان وزير المعتضد والمكتفي


[١] تحرفت في «العبر» بطبعتيه إلى «عبد الله» فتصحح، وانظر «معرفة القراء الكبار» (١/ ٤٧٦) طبع مؤسسة الرسالة.
[٢] انظر «وفيات الأعيان» (٢/ ١٨١- ١٨٤) .

<<  <  ج: ص:  >  >>