للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بعده، وهو الذي سمّ ابن الرّومي الشاعر، وعبيد الله كان وزير المعتضد أيضا قبل ابنه القاسم، وسليمان بن وهب الوزير تغني شهرته عن ذكره.

والبارع المذكور من أرباب الفضائل، وله مؤلفات حسان وتأليف غريبة، وديوان شعر جيد. وكان بينه وبين ابن الهبّارية مداعبات لطيفة، فإنهما كانا رفيقين ومتّحدين في الصحبة.

ومن شعر البارع:

أفنيت ماء الوجه من طول ما ... أسأل من لا ماء في وجهه

أنهي إليه شرح حالي الذي ... يا ليتني متّ ولم أنهه

فلم ينلني كرما رفده ... ولم أكد أسلم من جبهه

والموت من دهر نحاريره ... ممتدة الأيدي إلى بلهه

وكانت ولادته في عاشر صفر سنة ثلاث وأربعين وأربعمائة ببغداد.

وتوفي يوم الثلاثاء سابع جمادى الآخرة، وقيل: الأولى، وكان قد عمي في آخر عمره، رحمه الله.

وفيها ابن الغزال أبو محمد عبد الله بن محمد بن إسماعيل بن الغزال المصري [١] المجاور، شيخ صالح مقرئ، قد سمع السّلفيّ في سنة ثلاث وتسعين وأربعمائة من إسماعيل الحافظ عنه. سمع القضاعي، وكريمة [٢] ، وعمّر دهرا.

وفيها فاطمة الجوزدانية أم إبراهيم بنت عبد الله بن أحمد بن القاسم ابن عقيل الأصبهانية. سمعت من ابن ريذة «معجمي» الطبراني [٣] سنة خمس


[١] انظر «العقد الثمين» (٥/ ٢٤٢- ٢٤٣) .
[٢] سمع منها «صحيح البخاري» كما جاء ذلك مبينا في «العقد الثمين» .
[٣] وهما «المعجم الكبير» و «المعجم الصغير» ذكر ذلك الحافظ الذهبي في «سير أعلام النبلاء» (١٩/ ٥٠٤) .

<<  <  ج: ص:  >  >>