للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يملك شيئا من المدائن، إنما مهّد الأمور وقرّر القواعد فبغته الموت، وكانت الفتوحات والممالك لعبد المؤمن. قاله في «العبر» [١] .

وفيها الآمر بأحكام الله أبو علي منصور بن المستعلي بالله أحمد بن المستنصر بالله معد بن الظاهر بن الحاكم العبيدي الرافضي، صاحب مصر.

كان فاسقا مشتهرا ظالما، امتدت دولته، ولما كبر وتمكّن قتل وزيره الأفضل، وأقام في الوزارة البطائحيّ المأمون، ثم صادره وقتله. ولي الخلافة سنة خمس وتسعين، وهو ابن خمس سنين فانظر إلى هذه الخلافة الباطلة من وجوه:

أحدها: السنّ.

الثاني: عدم النسب، فإن جدّهم دعيّ في بني فاطمة بلا خلاف.

الثالث: أنهم خوارج على الإمام.

الرابع: خبث المعتقد الدائر بين الرفض والزندقة.

الخامس: تظاهره بالفسق.

وكانت أيامه ثلاثين سنة [٢] . خرج في ذي القعدة إلى الجيزة فكمن له قوم بالسلاح، فلما مر على الجسر نزلوا عليه بالسيوف، ولم يعقّب، وبايعوا بعده ابن عمّه الحافظ عبد المجيد ابن الأمير محمد بن المستنصر، فبقي إلى عام أربعة وأربعين، وكان الآمر ربعة شديد الأدمة، جاحظ العينين، عاقلا، ماكرا [٣] مليح الخطّ. ولقد ابتهج الناس بقتله لفسقه وجوره وسفكه الدماء، وإدمان الفواحش.

وفيها أبو محمد بن الأكفاني هبة الله بن أحمد بن محمد الأنصاري


[١] (٤/ ٥٧- ٦٢) .
[٢] لفظة «سنة» سقطت من «آ» .
[٣] لفظة «ماكرا» سقطت من «العبر» طبع الكويت، واستدركت في «العبر» طبع بيروت.

<<  <  ج: ص:  >  >>