للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفيها دبيس بن صدقة ملك العرب نور الدولة أبو الأعزّ [١] ولد الأمير سيف الدولة الأسدي، صاحب الحلّة. كان فارسا، شجاعا، مقداما، جوادا، ممدحا، أديبا، كثير الحروب والفتن، خرج على المسترشد بالله غير مرة، ودخل خراسان، والشام، والجزيرة، واستولى على كثير من العراق، وكان مسعّر حرب وجمرة بلاء. قتله السلطان مسعود بمراغة في ذي الحجة، وأظهر أنه قتله أخذا بثأر المسترشد، فلله الحمد على قتله.

وله نظم حسن منه:

تمتّع بأيام السّرور فإنما ... عذار الأماني بالهموم يشيب

ونسب العماد الكاتب في «الخريدة» إليه الأبيات اللّامية التي من جملتها:

أسلمه حبّ سليمانكم ... إلى هوى أيسره القتل

وفيها ظافر بن القاسم بن منصور بن عبد الله بن خلف بن عبد الغني أبو المنصور الجذامي الإسكندري، المعروف بالحداد، الشاعر المشهور.

كان من الشعراء المجيدين، وله ديوان شعر أكثره [٢] جيد، ومدح جماعة من المصريين، وروى عنه الحافظ أبو طاهر السّلفي وغيره من الأعيان، ومن مشهور شعره قوله:

لو كان بالصبر الجميل ملاذه ... ما سحّ وابل دمعه ورذاذه

ما زال جيش الحبّ يغزو قلبه ... حتّى وهي وتقطّعت أفلاذه

لم يبق فيه مع الغرام بقيّة ... إلّا رسيس يحتويه جذاذه

من كان يرغب في السلامة فليكن ... أبدا من الحدق المراض عياذه


[١] كذا في «آ» و «ط» و «سير أعلام النبلاء» (١٩/ ٦١٢) : «أبو الأعز» وفي «المنتظم» (١٠/ ٥٢) ، و «وفيات الأعيان» (٢/ ٢٦٣) و «العبر» (٤/ ٧٨) طبع الكويت، و (٢/ ٤٣٥) طبع بيروت، و «النجوم الزاهرة» (٥/ ٢٥٦) : «أبو الأغرّ» .
[٢] كذا في «ط» و «وفيات الأعيان» (٢/ ٥٤٠) : «أكثره» وفي «آ» : «كثيره» .

<<  <  ج: ص:  >  >>