للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لا تخدعنّك بالفتور فإنّه ... نظر يضرّ بقلبك استلذاذه

يا أيها الرّشأ الذي من طرفه ... سهم إلى حبّ القلوب نفاذه

درّ يلوح بفيك من نظّامه؟ ... خمر يجول عليه من نبّاذه

وقناة ذاك القدّ كيف تقوّمت؟ ... وسنان ذاك اللحظ ما فولاذه؟

رفقا بجسمك لا يذوب فإنني ... أخشى بأن يجفو عليه لاذه

هاروت يعجز عن مواقع سحره ... وهو الإمام فمن ترى أستاذه؟

تالله ما علقت محاسنك امرأ ... إلّا وعزّ على الورى استنقاذه

أغريت حبّك بالقلوب فأذعنت ... طوعا وقد أودى بها استحواذه

ما لي أتيت الحظّ من أبوابه ... جهدي فدام نفوره ولواذه

إيّاك من طمع المنى فعزيزه ... كذليله وغنيّه شحّاذه

ذالّية ابن دريد استهوى بها ... قوما [١] غداة نبت به بغداذه

دانوا [٢] لزخرف قوله فتفرّقت ... طمعا بهم صرعاه أو جذّاذه

من قدّر الرزق السنيّ لك آنما [٣] ... قد كان ليس يضرّه إنفاذه

وهذه القصيدة من غرر القصائد.

ومن شعره:

رحلوا فلولا أنّني ... أرجو الإياب قضيت نحبي

والله ما فارقتهم ... لكنني فارقت قلبي

وذكره علي بن ظافر بن أبي المنصور في كتابه «بدائع البدائه» وأثنى


[١] في «آ» و «ط» : «قوم» وما أثبته من «وفيات الأعيان» (٢/ ٥٤١) .
[٢] في «آ» و «ط» : «دانت» وأثبت لفظ «ديوانه» ص (١٢٩) بتحقيق الدكتور حسين نصّار، و «وفيات الأعيان» .
[٣] كذا في «آ» و «ط» و «وفيات الأعيان» وفي «ديوانه» : «أينما» .

<<  <  ج: ص:  >  >>