للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفيها أبو الحسن الكرجي محمد بن عبد الملك بن محمد بن عمر، الفقيه الشافعي، شيخ الكرج وعالمها ومفتيها.

قال ابن السمعاني: إمام ورع فقيه مفت محدّث أديب. أفنى عمره في طلب العلم ونشره. وروى عن مكّي السلّار وجماعة، وله القصيدة المشهورة في السّنّة نحو مائتي بيت، شرح فيها عقيدة السلف، وله تصانيف في المذهب والتفسير.

وقال ابن كثير في «طبقاته» : له كتاب «الفصول في اعتقاد الأئمة الفحول» حكى فيه عن أئمة عشرة من السلف، الأئمة الأربعة، وسفيان الثوري، والأوزاعي، وابن المبارك، واللّيث، وإسحاق بن راهويه أقوالهم في أصول العقائد. انتهى. كذا قال، ولم يذكر العاشر، وله مختصر في الفقه يقال له «الذرائع في علم الشرائع» وله تفسير، وكان لا يقنت في الفجر، ويقول: لم يصح في ذلك حديث، وقد قال الشافعي: إذا صحّ الحديث فاضربوا بقولي الحائط.

وقال ابن شهبة [١] : ولد سنة ثمان وخمسين وأربعمائة، وتوفي في شعبان.

والكرجيّ: بكاف وراء مفتوحتين، وبالجيم. انتهى [٢] .

وفيها الراشد بالله أبو جعفر منصور بن المسترشد بالله الفضل بن المستظهر بالله أحمد بن المقتدي بالله الهاشمي العبّاسي، خطب له بولاية العهد أكثر أيام والده وبويع بعده، وكان شابا أبيض، مليح الوجه، تام


[١] انظر «طبقات الشافعية» لابن قاضي شهبة (١/ ٣٥١) .
[٢] قلت: وكان شاعرا أيضا، وقد أورد الإسنويّ من شعره هذين البيتين في «طبقات الشافعية» (٢/ ٣٤٩) :
كلّ العلوم سوى القرآن مشغلة ... إلّا الحديث وإلّا الفقه في الدّين
العلم ما كان فيه قال حدّثنا ... وما سوى ذاك وسواس الشياطين

<<  <  ج: ص:  >  >>