للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفيها أبو منصور القزّاز عبد الرحمن بن محمد بن عبد الواحد الشيباني البغدادي، ويعرف بابن زريق. روى عن الخطيب، وأبي جعفر بن المسلمة، والكبار، وكان صالحا كثير الرواية، توفي في شوال عن بضع وثمانين سنة.

وفيها عبد الوهاب بن شاه أبو الفتوح الشّاذياخي النيسابوري التاجر.

سمع من القشيري «رسالته» ومن أبي سهل الحفصي «صحيح البخاري» ومن طائفة، وتوفي في شوال.

وفيها أبو نصر الفتح بن محمد بن خاقان القيسي الإشبيلي، صاحب كتاب «قلائد العقيان» . له عدة تصانيف، منها الكتاب المذكور، وقد جمع فيه من شعراء المغرب [١] طائفة كثيرة، وتكلّم على ترجمة كل واحد منهم بأحسن عبارة وألطف إشارة، وله أيضا كتاب «مطمح الأنفس ومسرح التأنس في ملح أهل الأندلس» وهو ثلاث نسخ: كبرى، ووسطى، وصغرى، وهو كتاب كثير الفائدة، لكنه قليل الوجود، وكلامه في هذه الكتب يدل على فضله وغزارة مادته، وكان كثير الأسفار، سريع التنقلات، وتوفي قتيلا بمدينة مرّاكش في الفندق. قاله ابن خلّكان [٢] .

وقال غيره: مات بمراكش قتيلا ذبح بمسكنه في فندق من فنادقها، وكان يتكلم على الشعراء في كتابه «قلائد العقيان» بألفاظ كالسحر الحلال والماء الزلال، يقال: إنه أراد أن يفضح الشعراء الذين ذكرهم بنشره، وكان يكتب إلى المغاربة ورؤسائها يعرّف كلا على انفراده أنه عزم على كتاب «القلائد» وأن يبعث إليه بشيء من شعره ليضعه في كتابه، وكانوا يخافونه ويبعثون إليه الذي طلب، ويرسلون له الذهب والدنانير، فكل من أرضاه أثنى


[١] في «آ» و «ط» : «الغرب» والتصحيح من «وفيات الأعيان» .
[٢] انظر «وفيات الأعيان» (٤/ ٢٣- ٢٤) .

<<  <  ج: ص:  >  >>