للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عليه، وكل من قصّر هجاه وثلبه، وممن تصدى له وأرسل إليه ابن باجه وزير صاحب المريّة، وهو أحد الأعيان في العلم والبيان، يشبهونه في المغرب بابن سينا في المشرق، فلما وصلته رسالة ابن خاقان تهاون بها ولم يعرها طرفه، فذكره ابن خاقان بسوء ورماه بداهية.

وفيها أبو الحسن بن توبة محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الجبّار ابن توبة الأسدي العكبري [١] الشافعي المقرئ. روى عن أبي جعفر بن المسلمة، وأبي بكر الخطيب، وطائفة وتوفي في صفر.

وتوفي أخوه عبد الجبّار بعده بثلاثة أشهر، وروى عن أبي محمد الصّريفيني، وجماعة، وكان الأصغر. قاله في «العبر» [٢] .

وفيها أبو بكر محمد بن عبد الباقي بن محمد- يتصل نسبه بكعب بن مالك الأنصاري أحد الثلاثة الذين خلّفوا ثم تاب الله عليهم- القاضي أبو بكر الأنصاري البغدادي الحنبلي البزّاز [٣] ، مسند العراق، ويعرف بقاضي المارستان. حضر أبا إسحاق البرمكي، وسمع من علي بن عيسى الباقلاني، وأبي محمد الجوهري، وأبي الطيب الطبري، وطائفة، وتفقّه على القاضي أبي يعلى، وبرع في الحساب والهندسة، وشارك في علوم كثيرة، وانتهى إليه علو الإسناد في زمانه، توفي في رجب وله ثلاث وتسعون سنة وخمسة أشهر.

قال ابن السمعاني: ما رأيت أجمع للفنون منه، نظر في كل علم، وسمعته يقول: تبت من كل علم تعلمته إلّا الحديث وعلمه. قاله في «العبر» .


[١] تحرفت في «ط» إلى «الطبري» وما جاء في «آ» هو الصواب. انظر «سير أعلام النبلاء» . (٢٠/ ٣٤) و «العبر» (٤/ ٩٦) طبع الكويت و (٤/ ٤٤٨) طبع بيروت.
[٢] (٤/ ٩٦) .
[٣] انظر «العبر» (٤/ ٩٦- ٩٧) و «سير أعلام النبلاء» (٢٠/ ٢٣- ٢٨) و «البداية والنهاية» .
(١٢/ ٢١٧- ٢١٨) و «ذيل طبقات الحنابلة» (١/ ١٩٢- ١٩٨) .

<<  <  ج: ص:  >  >>