للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أهل المعرّة، كان شاعرا مجوّدا، دخل بغداد، وجالس ابن ناقيا [١] ، والأبيوردي، وأبا زكريا التبريزي، وأنشدهم، ولقي ابن الهبّارية، وعمل رسالة لقبها «تحية الندمان» .

ومن شعره في مليح حلقوا رأسه:

وجهك المستنير قد كان بدرا ... فهو شمس لنفي صدغك عنه

ثبتت آية النهار عليه ... إذ محا القوم آية الليل منه

وفيها أبو البركات محمد بن علي بن صدقة بن جلب، الصائغ الحنبلي [٢] ، أمين الحكم بباب الأزج. سمع من أبي محمد التميمي، وقرأ الفقه على القاضي أبي خازم.

وذكر ابن القطيعي عن أبي الحسين بن أبي البركات الصائغ قال:

سمعت أبي قال: جاءت فتوى إلى القاضي أبي خازم وفيها مكتوب:

ما يقول الإمام أصلحه اللّ ... هـ[إلهي] وللسبيل هداه

في محبّ أتى إليه حبيب ... في ليالي صيامه فأتاه

أفتنا هل صباح ليلته أف ... طر أم لا وقل لنا ما تراه

قال: فقال لي القاضي أبو خازم: أجب يا أبا البركات، فكتبت الجواب، وبالله التوفيق:

أيها السائلي عن الوطء في لي ... لة الصيام الذي إليه دعاه

وجده بالذي أحب وقد أح ... رق نار الغرام منه حشاه

كيف يعصي ولو تفكّر في قد ... رة ربّي مفكّرا ما عصاه


[١] في «آ» و «ط» : «ابن ماقيا» وفي «الوافي بالوفيات» : «ابن باقيا» وهو خطأ، والتصحيح من «فوات الوفيات» و «وفيات الأعيان» (٣/ ٩٨- ٩٩) .
[٢] انظر «ذيل طبقات الحنابلة» (١/ ٢٠٤) و «المنهج الأحمد» (٢/ ٢٩٢- ٢٩٣) .

<<  <  ج: ص:  >  >>