للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عند الملوك، وتحكموا وقضوا، ونفقت أسواقهم، خصوصا حفيده القاضي كمال الدّين محمد، ومحيي الدّين بن كمال الدّين، وقدم بغداد غير مرّة، وذكره جماعة وأثنوا عليه، منهم: أبو البركات المستوفي في «تاريخ إربل» [١] وأورد له شعرا، فمن ذلك قوله:

همّتي دونها السّها والزّبانا ... قد علت جهدها فما تتدانى

فأنا متعب معنىّ إلى أن ... تتفانى الأيام أو نتفانى

هكذا وجدت هذه الترجمة في «تاريخ الإسلام» لابن شهبة.

والصحيح أن البيتين لولده أبي بكر محمد قاضي الخافقين، فإنه المتوفى في هذا التاريخ.

وأما والده القاسم فذكر ابن خلّكان [٢] أن وفاته سنة تسع وثمانين وأربعمائة، وهذا غاية البعد والوهم، وكانت ولادة قاضي الخافقين بإربل سنة ثلاث أو أربع وخمسين وأربعمائة، وتوفي في جمادى الآخرة ببغداد، ودفن بباب أبرز، وإنما قيل له قاضي الخافقين لكثرة البلاد التي وليها، وممن سمع منه، السمعاني، وقال في حقه: إنه اشتغل بالعلم على الشيخ أبي إسحاق الشيرازي، وولي القضاء بعدة بلاد، ورحل إلى العراق، وخراسان، والجبال، وسمع الحديث الكثير.

وأما أخو قاضي الخافقين المرتضى، فهو أبو محمد عبد الله بن القاسم بن المظفّر والد القاضي كمال الدّين، كان أبو محمد المذكور مشهورا بالفضل والدّين، مليح الوعظ، مع الرشاقة والتجنيس، أقام ببغداد مدة يشتغل بالحديث والفقه، ثم رحل إلى الموصل، وتولى بها القضاء، وروى


[١] انظر «تاريخ إربل» (١/ ٢٠٣) بتحقيق الأستاذ سامي الصقار.
[٢] انظر «وفيات الأعيان» (٤/ ٦٩) .

<<  <  ج: ص:  >  >>