للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحديث، وله شعر رائق، فمن ذلك قصيدته التي على طريقة الصوفية، ولقد أحسن فيها، ومنها:

لمعت نارهم وقد عسعس اللي ... ل وملّ الحادي وحار الدليل

فتأمّلتها وفكري من البي ... ن عليل ولحظ عيني كليل

وفؤادي ذاك الفؤاد المعنّى ... وغرامي ذاك الغرام الدخيل

ثم قابلتها وقلت لصحبي ... هذه النّار نار ليلى فميلوا

فرموا نحوها لحاظا صحيحا ... ت وعادت خواسئا وهي حوّل

ثم مالوا إلى الملام وقالوا ... خلّب ما رأيت أم تخييل

فتنحّيتهم وملت إليها ... والهوى مركبي وشوقي الزميل

وهي طويلة.

ومن شعره قوله:

يا ليل ما جئتكم زائرا ... إلّا وجدت الأرض تطوى لي

ولا ثنيت العزم عن بابكم ... إلّا تعثرت بأذيالي

وكانت ولادته في شعبان سنة خمس وستين وأربعمائة وتوفي في شهر ربيع الأول سنة إحدى عشرة وخمسمائة بالموصل ودفن بالتربة المعروفة بهم.

وأما أخوه المظفّر، فإن السمعاني ذكره في «الذيل» فقال: ولد بإربل، ونشأ بالموصل، وورد بغداد وتفقّه بها على الشيخ أبي إسحاق الشيرازي، ورجع إلى الموصل، وولي قضاء سنجار على كبر سنه وسكنها، وكان قد أضرّ، ثم قال: سألته عن مولده فقال: ولدت في جمادى الآخرة- أو رجب- سنة سبع وخمسين وأربعمائة بإربل، ولم يذكر وفاته، والله أعلم.

وفيها أبو المعالي محمد بن إسماعيل الفارسي ثم النيسابوري [١] ،


[١] انظر «سير أعلام النبلاء» (٢٠/ ٩٣) وما بين حاصرتين زيادة منه.

<<  <  ج: ص:  >  >>