للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كانت مساءلة الرّكبان تخبرني ... عن جعفر بن فلاح أحسن الخبر

حتّى التقينا فلا والله ما سمعت ... أذني بأطيب [١] مما قد رأى بصري

وهذان البيتان منسوبان لابن هانئ الأندلسي.

قال ابن الأنباري: فقال العلّامة الزّمخشري: روي عن النّبيّ- صلى الله عليه وسلم- أنه لما قدم عليه زيد الخيل قال له: «يا زيد! ما وصف لي أحد في الجاهلية فرأيته في الإسلام إلّا رأيته دون ما وصف لي، غيرك» [٢] .

قال ابن الأنباري: فخرجنا من عنده ونحن نعجب كيف يستشهد الشريف بالشعر والزّمخشريّ بالحديث، وهو رجل أعجمي.

وكان أبو السعادات نقيب الطالبيين بالكرخ نيابة عن والده الطاهر، وله شعر حسن، فمن شعره قوله في ابن جهير الوزير:

هذي السّديرة والغدير الطافح ... فاحفظ فؤادك إنني لك ناصح

يا سدرة الوادي الذي إن ضلّه ال ... ساري هداه نشره المتفاوح

هل عائد قبل الممات لمغرم ... عيش تقضّى في ضلالك صالح

ما أنصف الرشأ الضنين بنظرة ... لما دعا مصغي الصبابة طامح

شطّ المزار به وبوّئ منزلا ... بصميم قلبك فهو دان نازح

غصن يعطّفه النسيم وفوقه ... قمر يحفّ به ظلام جانح

وإذا العيون تساهمته لحاظها ... لم يرو منه الناظر المتراوح

ولقد مررنا بالعقيق وشاقنا ... فيه مراتع للمها ومسارح

ظلنا به نبكي فكم من مضمر ... وجدا أذاع هواه دمع سافح

برت الشئون رسومها فكأنّما ... تلك العراص المقفرات نواضح


[١] في «وفيات الأعيان» : «بأحسن» .
[٢] ذكره عماد الدّين بن الأثير في «أسد الغابة» (٢/ ٣٠١) وابن حجر في «الإصابة» (٣/ ٣٥) مصورة دار الكتب العلمية ببيروت.

<<  <  ج: ص:  >  >>