للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إماما ورعا عالما عابدا متعففا، تفرّد بالرواية عن أبي المظفّر عبد الكريم الأبرقي، وسمع من عبد الواحد الزّبيري المعمّر، وطائفة، ومات في شوال عن سبع وثمانين سنة.

وفيها عمر بن عبد الله الحربيّ [١] المقرئ أبو حفص. سمع الكثير، وروى عن طراد وطبقته، وتوفي في شعبان.

وفيها صدر الدّين أبو بكر الخجندي محمد بن عبد اللطيف بن محمد المهلّبي الأزدي ثم الأصفهاني [٢] . كان إماما فاضلا مناظرا شافعيا، صدر العراق في زمانه على الإطلاق، جوادا مهيبا متقدما عند السلاطين، يصدرون عن رأيه، ورد بغداد، وتولّى تدريس النظامية، ووعظ بها وبجامع القصر، وكان كوزير ذا حشمة أشبه منه بالعلماء، يمشي والسيوف حوله مشهورة، خرج من بغداد إلى أصبهان، فنزل بقرية بين همذان والكرخ، فنام وهو في عافية، فأصبح ميتا، وذلك في شوال، فحمل إلى أصبهان ودفن بسيلان. ذكره ابن السمعاني والذهبي.

وأما ولده عبد اللطيف بن محمد بن عبد اللطيف [٣] ، فكان رئيس أصبهان في العلم، وكان فقيها فاضلا مقدّما معظما عند الرعايا والسلاطين [٤] تفقّه على أبيه، ودرّس بعده، وأفتى ووعظ وأنشأ، وسمع وحدّث.

مات بهمذان بعد عوده من الحجاز في أحد الربيعين سنة ثمانين.


[١] تحرفت نسبته في «آ» و «ط» إلى «الحري» والتصحيح من «العبر» (٤/ ١٤٩) و «معرفة القراء الكبار» (١/ ٥٠٩) .
[٢] انظر «العبر» (٤/ ١٤٩) و «سير أعلام النبلاء» (٢٠/ ٣٨٦- ٣٨٧) و «طبقات الشافعية» للإسنوي (١/ ٤٩٠) .
[٣] انظر «طبقات الشافعية» للإسنوي (١/ ٤٩١) .
[٤] في «طبقات الشافعية» للإسنوي: «عند الوزراء والسلاطين» .

<<  <  ج: ص:  >  >>