للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على صورة الشرح، لكنه مختصر، وهو أول من شرح «التنبيه» لكن ليس فيه طائل، وله كتاب في أصول الفقه، وسمع الحديث من أبي عبد الله الحسين ابن أحمد بن أبي طلحة، وأبي عبد الله الحسين البسري، وغيرهما. وروى عنه الحافظ أبو سعد السمعاني وغيره، وكان يكتب خطا جيدا منسوبا، وكانت الناس يحتالون على أخذ خطه في الفتاوى من غير حاجة إليها، بل لأجل الخطّ لا غير، فكثرت عليه الفتوى، وضيقت عليه أوقاته، ففهم ذلك، فصار يكسر القلم ويكتب جواب الفتوى به، فانصرفوا عنه [١] وقيل: إن صاحب الخطّ المليح هو أخوه، والله أعلم.

وتوفي ببغداد ونقل إلى الكوفة ودفن بها.

وكان أخوه أبو الحسين أحمد بن المبارك فقيها فاضلا وشاعرا ماهرا، ذكره العماد الكاتب في كتابه «خريدة القصر» وأثنى عليه، وأورد له مقاطيع شعر [٢] ، ودو بيت، فمن ذلك قوله في بعض الوعاظ:

ومن الشقاوة أنهم ركنوا إلى ... نزغات ذاك الأحمق التّمتام

شيخ يبهرج دينه بنفاقه ... ونفاقه منهم على أقوام

وإذا رأى الكرسيّ تاه بنفسه [٣] ... أي أن هذا منصبي ومقامي

ويدق صدرا ما انطوى إلّا على ... غلّ يواريه بكفّ عظام

ويقول أيش أقول من حصر به ... لا لازدحام عبارة وكلام

وله دو بيت:

هذا ولهي وكم [٤] كتمت الولها ... صونا لوداد من هوى النفس لها


[١] في «وفيات الأعيان» : «فأقصروا عنه» .
[٢] في «ط» : «مقاطيع من شعره» .
[٣] في «وفيات الأعيان» : «تاه بأنفه» .
[٤] في «آ» و «ط» : «وقد» وما أثبته من «وفيات الأعيان» .

<<  <  ج: ص:  >  >>