للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في ذلك. يقوم الليل ويصوم النهار، ويعرف المذهب والمناظرة، وله الورع العظيم. وكان يكسب [١] بيده وإذا خاط ثوبا فأعطي الأجرة مثلا قيراطا، أخذ منه حبّة ونصفا وردّ الباقي، وقال: خياطتي لا تساوي أكثر من هذا [٢] . ولا يقبل من أحد شيئا.

وقال ابن رجب: صنّف تصانيف في المذهب والفرائض، وشرح «الهداية» كتب منه تسع مجلدات، ولم يكمله.

وحدّث، وسمع منه جماعة، منهم: ابن الجوزي، وعمر بن علي القرشي الدمشقي، وله نظم حسن منه، قوله:

يا دهر إن جارت صروفك واعتدت ... ورميتني في ضيقة وهوان

أنّى أكون عليك يوما ساخطا ... وقد استفدت معارف الإخوان

وتوفي يوم الثلاثاء بعد الظهر، ثالث عشر جمادى الآخرة، ودفن قريبا من بشر الحافي، رحمهما الله تعالى.

وفيها علاء الدّين الحسين بن الحسين الغوري [٣] سلطان الغور، وتملّك بعده ولده سيف الدّين محمد.

وفيها سليمان شاه بن السلطان محمد بن ملكشاه السلجوقي [٤] . كان أهوج أخرق فاسقا بل زنديقا يشرب الخمر في نهار رمضان، قبض [٥] عليه الأمراء في العام الماضي، ثم خنق في ربيع الآخر من السنة.


[١] كذا في «آ» و «ط» و «المنهج الأحمد» وفي «ذيل طبقات الحنابلة» : «يكتب» .
[٢] في «ط» : «هذه» .
[٣] انظر «الكامل في التاريخ» (١١/ ٢٧١) و «العبر» (٤/ ١٦٠) .
[٤] انظر «العبر» (٤/ ١٦٠) .
[٥] في «ط» : «فقبض» .

<<  <  ج: ص:  >  >>