للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفيها طلائع بن رزّيك الأرمني ثم المصري [١] ، الملك الصالح، وزير الدّيار المصرية. غلب على الأمور في سنة تسع وأربعين، وكان أديبا شاعرا فاضلا شيعيا جوادا ممدّحا. ولما بايع العاضد زوّجه بابنته ونقّص أرزاق الأمراء، فعملوا عليه بإشارة العاضد وقتلوه في الدهليز في رمضان، وكان في نصر التشيع كالسكة المحماة. كان يجمع الفقهاء ويناظرهم على الإمامة وعلى القدر. وله مصنّف في ذلك سمّاه «الاجتهاد في الردّ على أهل العناد» قرر فيه قواعد الرفض [٢] ، وجامع الصالح الذي بباب زويلة منسوب إليه، وبنى آخر بالقرافة وتربة إلى جانبه، وهو مدفون بها.

ومن شعره:

ومهفهف ثمل القوام سرت إلى ... أعطافه النّشوات من عينيه

ماضي اللحاظ كأنّما سلّت يدي ... سيفي غداة الروع من جفنيه

قد قلت إذ خطّ العذار بمسكة ... في خده ألفين [٣] لا لاميه

ما الشّعر دبّ بعارضيه وإنما ... أصداغه نفضت على خدّيه

النّاس طوع يدي وأمري نافذ ... فيهم وقلبي الآن طوع يديه

فاعجب لسلطان يعمّ بعدله ... ويجوز سلطان الغرام عليه

والله لولا اسم الفرار وأنّه ... مستقبح لفررت منه إليه

وفيها أبو الفتح بن الصّابوني عبد الوهاب بن محمد المالكي [٤] المقرئ الخفّاف، من قرية المالكية [٥] . روى عن النّعالي، وابن البطر،


[١] انظر «وفيات الأعيان» (٢/ ٥٢٦- ٥٢٩) و «سير أعلام النبلاء» (٢٠/ ٣٩٧- ٣٩٩) و «العبر» (٤/ ١٦٠) .
[٢] في «ط» : «التشيع» .
[٣] في «وفيات الأعيان» : «ألفيه» .
[٤] انظر «العبر» (٤/ ١٦٠- ١٦١) و «سير أعلام النبلاء» (٢٠/ ٣٥٤- ٣٥٥) .
[٥] قرية على الفرات بالعراق. أنظر «معجم البلدان» (٥/ ٤٣) .

<<  <  ج: ص:  >  >>