للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفيها الشيخ عديّ بن مسافر بن إسماعيل الشامي ثم الهكّاري الزاهد، قطب المشايخ وبركة الوقت، وصاحب الأحوال والكرامات، صحب الشيخ عقيلا المنبجي [١] ، والشيخ حمّاد الدبّاس، وعاش تسعين سنة، ولأصحابه فيه عقيدة تتجاوز الحدّ. قاله في «العبر» [٢] .

وقال ابن الأهدل: له كرامات عظيمة، منها أنه إذا ذكر على الأسد وقف، وإذا ذكر على موج البحر سكن.

وإلى ذلك أشار الشيخ العارف الصّدّيق أبو محمد، المقرئ المعروف والده بالمدوّخ في «وسيلته الجامعة» فقال:

بجاه عديّ ذلك ابن مسافر ... به تسكن الأمواج في لجج البحر

وإن قلته للّيث لم يخط خطوة ... ولا الشبر من قاع ولا البعض من شبر

[٣] وقال السّخاوي: أصله من قرية بشوف الأكراد تسمى بيت فار. ولد بها، والبيت الذي ولد فيه يزار إلى اليوم، وصحب الشيخ عقيل المنبجي [٤] والشيخ حمّاد الدّباس، وأبا النجيب السهروردي، وعبد القادر الجيلي، وأبا الوفاء الحلواني، وأبا محمد الشنبكي [٥] .

وقال ابن شهبة في «تاريخه» : كان فقيها عالما، وهو أحد أركان الطريقة، سلك في المجاهدة وأحوال البداية طريقا صعبا تعذّر على كثير من المشايخ سلوكه، وكان الشيخ عبد القادر يثني عليه كثيرا ويشهد له بالسلطنة


[١] تصحفت في «آ» و «ط» إلى «المنيحي» والتصحيح من «وفيات الأعيان» (٣/ ٢٥٤) و «العبر» .
[٢] (٤/ ١٦٣) .
[٣] أقول: هذا من الغلو الذي لا يجوز في الإسلام (ع) .
[٤] تصحفت في «آ» و «ط» إلى «المنيحي» وانظر التعليق رقم (١) .
[٥] في «آ» : «السنبكي» .

<<  <  ج: ص:  >  >>