للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على الأولياء، وكان في أوّل أمره في الجبال مجردا سائحا، وانتمى إليه عالم عظيم.

قال عمر بن محمد: خدمت الشيخ عدي سبع سنين، شهدت له فيها خارقات، أحدها أني صببت على يديه ماء، فقال لي: ما تريد؟ قلت: أريد تلاوة القرآن ولا أحفظ منه غير الفاتحة وسورة الإخلاص، فضرب بيده في صدري، فحفظت القرآن كله في وقتي وخرجت من عنده وأنا أتلوه بكماله.

وقال لي يوما: اذهب إلى الجزيرة السادسة بالبحر المحيط تجد بها مسجدا فادخله تر فيه شيخا، فقل له: يقول لك الشيخ عدي بن مسافر احذر الاعتراض ولا تختر لنفسك أمرا لك فيه إرادة، فقلت يا سيدي، وأنى لي بالبحر المحيط؟ فدفعني بين كتفي فإذا أنا بجزيرة والبحر محيط بها، وثمّ مسجد، فدخلته فرأيت شيخا مهيبا يفكر، فسلّمت عليه وبلّغته الرسالة، فبكى، وقال: جزاه الله خيرا، فقلت: يا سيدي ما الخبر؟ فقال: اعلم أنّه [١] أحد السبعة الخواص في النزع.

وطمحت نفسي وإرادتي أن أكون مكانه، ولم تكمل خطرتي حتّى أتيتني، فقلت له:

يا سيدي، وأنّى لي بالوصول إلى جبل هكّار، فدفعني بين كتفي، فإذا أنا بزاوية الشيخ عدي، فقال لي: هو من العشرة الخواص. ذكر ذلك القطب اليونيني في «ذيله» [٢] .

وفيها أبو نصر محمد الفرّوخي [٣] الكاتب. كان أديبا فاضلا.

من شعره:

يا ربّ عفوك إنّني في معشر ... لا أبتغي منهم سواك ملاذا

هذا ينافق ذا وذا يغتاب ذا ... ويسبّ هذا ذا ويشتم ذا ذا


[١] في «ط» : «أن» وهو تحريف.
[٢] قلت: وهذا الذي قاله عمر بن محمد من مبالغات الصوفية التي لا يقرها العقل بله الشرع!
[٣] انظر «المحمدون من الشعراء وأشعارهم» ص (٥٧- ٦٢) طبع دار ابن كثير.

<<  <  ج: ص:  >  >>