للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومنها:

عاثت يد البين في قلبي تقسّمه ... على الهوى وعلى الذكرى توزّعه

كأنّما آلت الأيام جاهدة ... لمّا تبدّد شملي لا تجمّعه

روّعت يا دهر قلبي كم تذوّقه ... من الأسى وفؤادي كم تجرّعه

وهي طويلة.

والظاهر أنه عارض فيها قصيدة ابن زريق المشهورة.

وفيها شهردار بن شيرويه بن شهردار بن شيرويه الدّيلمي [١] المحدّث الشافعي، أبو منصور.

قال ابن السمعاني: كان حافظا عارفا بالحديث، فهما عارفا بالأدب، ظريفا. سمع أباه، وعبدوس بن عبد الله، ومكّي السّلّار، وطائفة، وأجاز له أبو بكر بن خلف الشيرازي، وعاش خمسا وسبعين سنة. خرّج أسانيد لكتاب والده المسمى ب «الفردوس» في ثلاث مجلدات ورتبه ترتيبا حسنا [٢] وسمّاه «الفردوس الكبير» .

وفيها عبد المؤمن الكوميّ التلمساني [٣] صاحب المغرب والأندلس.

كان أبوه صانعا في الفخّار فصار أمره إلى ما صار. وكان أبيض مليحا، ذا جسم عمّ تعلوه حمرة، أسود الشعر، معتدل القامة، وضيئا، جهوري الصوت، فصيحا، عذب المنطق، لا يراه أحد إلّا أحبه بديهة. وكان في الآخر شيخا أنقى. وقد سبق شيء من أخباره في ترجمة ابن تومرت [٤] وكان ملكا عادلا سايسا، عظيم الهيبة، عالي الهمّة، كثير المحاسن، متين الدّيانة،


[١] انظر «العبر» (٤/ ١٦٤- ١٦٥) و «سير أعلام النبلاء» (٢٠/ ٣٧٥- ٣٧٨) .
[٢] انظر «الرسالة المستطرفة» للكتاني ص (٧٥- ٧٦) طبع دار البشائر الإسلامية.
[٣] انظر «العبر» (٤/ ١٦٥) و «سير أعلام النبلاء» (٢٠/ ٣٦٦- ٣٧٥) .
[٤] انظر حوادث سنة (٥٢٤) ص (١١٧- ١٢٠) .

<<  <  ج: ص:  >  >>