للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بالرشيد- وتقدم الكلام عليه في السنة الماضية [١] والصحيح وفاته هنا- الكاتب الشاعر الفقيه، النحويّ اللغويّ، المنطقي المهندس، الطبيب الموسيقي المنجم. كان مفتيا وألّف تآليف التحق فيها بالأوائل، منها كتاب «منية الألمعي وبينة المدّعي» يشتمل على علوم كثيرة، ومنها «المقامات» على نسق «مقامات» الحريري، وغير ذلك.

قال ابن شهبة في «تاريخ الإسلام» : وكان مع جلالته أسود الجلد، ذا شفة غليظة، سمج الخلق، قصيرا. حكى ياقوت عنه أنه انقطع عن أصحابه يوما، فحكى لهم أنه مرّ بموضع وإذا امرأة شابة حسنة نظرت إليه نظر مطمع له في نفسها، فتوهم أنه وقع منها بموقع، فأشارت إليه بطرفها، فتبعها حتى دخلت دارا، وأشارت إليه فدخل، وكشفت عن وجهها، فإذا هي كالقمر ليلة تمامه، ثم نادت يا ست الدّار، فنزلت إليها طفلة كفلقة القمر، فقالت لها:

إن عدت تبولين في الفراش خلّيت سيدنا القاضي يأكلك، ثم قالت:

لا أعدمني الله فضلك يا سيدنا القاضي، فخرجت وأنا خزيان.

قال فيه محمود بن قادوس:

إن قلت من نار خلق ... ت وفقت كلّ النّاس فهما

قلنا صدقت فما الذي ... أطفاك [٢] حتّى صرت فحما

ذهب رسولا إلى اليمن فأقام وتولى القضاء بها، وضربت له السكة على الوجه الواحد قل هو الله أحد وعلى الآخر الإمام أبو الخير [٣] أحمد، ثم قبض عليه وأنفذ مكبلا في الحديد إلى قوص، فحبسه ابن طرخان في المطبخ، ثم ورد كتاب الصالح بالإحسان إليه وأحضره مكرّما، فلما نزل شيركوه


[١] انظر ص (٣٢٧- ٣٢٨) من هذا المجلد.
[٢] في «وفيات الأعيان» (١/ ١٦٣) : «أضناك» .
[٣] المعروف أن كنيته «أبو الحسن» انظر ذلك في ترجمته ص (٣٢٧) .

<<  <  ج: ص:  >  >>