للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ما ضرّهم لو ودّعوا من أودعوا ... نار الغرام وسلّموا من أسلموا

هم في الحشا إن أعرقوا أو أشأموا ... أو أيمنوا أو أنجدوا أو أتهموا

لا ذنب لي في البعد أعرفه سوى ... أني حفظت العهد لمّا خنتم

فأقمت حين ظعنتم وعدلت لم ... اجرتم وسهرت لمّا بنتم

وفيها خطيب دمشق أبو البركات الخضر بن شبل بن عبد الحارثي الدمشقي [١] الفقيه الشافعي. درّس بالغزالية والمجاهدية، وبنى له نور الدّين مدرسته التي عند باب الفرج، فدرّس بها، وتعرف الآن بالعمادية لأنه درّس بها بعده العماد الكاتب فاشتهرت به. قرأ على أبي الوحش سبيع، صاحب الأهوازي، وسمع من أبي الحسن بن الموازيني، وأخذ عنه ابن عساكر، وقال: كان سديد الفتوى، واسع الحفظ، ثبتا في الرواية، ذا مروءة [٢] ظاهرة. وكان عالما بالمذهب ويتكلم في الأصول والخلاف. مولده سنة ست وثمانين وأربعمائة، وتوفي في ذي القعدة، ودفن بباب الفراديس.

وفيها عبد الجليل بن أبي أسعد الهروي أبو محمد المعدّل [٣] ، مسند هراة، تفرّد بالرواية عن عبد الرحمن كلار، وغيره، وعاش اثنتين وتسعين سنة، وهو أكبر شيخ للحافظ عبد القادر الرّهاوي.

وفيها الحافظ أبو سعد السّمعاني تاج الإسلام عبد الكريم بن محمد ابن منصور المروزي [٤] الشافعي، محدّث المشرق، وصاحب التصانيف


[١] انظر «العبر» (٤/ ١٧٧) و «سير أعلام النبلاء» (٢٠/ ٥٩٢) و «مختصر تاريخ دمشق» لابن منظور (٨/ ٧٢) و «طبقات الشافعية» للإسنوي (٢/ ١٠٩) .
[٢] في «آ» و «ط» : «ذا ثروة ظاهرة» والتصحيح من «سير أعلام النبلاء» و «مختصر تاريخ دمشق» .
[٣] انظر «العبر» (٤/ ١٧٧- ١٧٨) و «سير أعلام النبلاء» (٢٠/ ٤٥١- ٤٥٢) .
[٤] انظر «المستفاد من ذيل تاريخ بغداد» ص (٣٠٨- ٣١٠) طبع مؤسسة الرسالة، و «العبر» (٤/ ١٧٨- ١٧٩) و «سير أعلام النبلاء» (٢٠/ ٤٥٦- ٤٦٥) .

<<  <  ج: ص:  >  >>