للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقلّد العاضد منصبه ابن أخيه صلاح الدّين يوسف [١] بن نجم الدّين ولقّبه بالملك الناصر.

وفيها آبق الملك المظفّر محيي الدّين صاحب دمشق قبل نور الدّين، وابن صاحبها جمال الدّين محمد بن تاج الملوك بوري التّركي ثم الدمشقي.

ولد ببعلبك في إمرة أبيه عليها، وولي دمشق بعد أبيه خمس عشرة سنة، وملّكوه وهو دون البلوغ، وكان المدبّر لدولته أنر، فلما مات أنر انبسطت يد آبق ودبّر الأمور الوزير الرئيس أبو الفوارس المسيّب بن علي بن الصوفي، ثم غضب عليه وأبعده إلى صرخد، واستوزر أخاه أبا البيان حيدرة مدة، ثم أقدم عطاء بن حفاظ من بعلبك وقدّمه على العسكر، وقتل حيدرة، ثم قتل عطاء. ولما انفصل عن دمشق توجّه إلى بالس، ثم إلى بغداد، فأقطعه المقتفي خبزا وأكرم مورده.

وفيها شاور بن مجير بن نزار [الهوازني] [٢] السعدي أبو شجاع، ولّاه ابن رزّيك إمرة الصعيد فتمكن، وكان شهما شجاعا مقداما، ذا هيبة، فحشد وجمع، وتوثب على مملكة الديار المصرية، وظفر بالعادل رزّيك بن الصالح طلائع بن رزّيك، وزير العاضد فقتله، ووزر بعده، فلما خرج عليه ضرغام فرّ إلى الشام، فأكرمه نور الدّين وأعانه على عوده إلى منصبه، فاستعان بالفرنج على دفع أسد الدّين عنه، وجرت له أمور طويلة، وفي الآخر وثب عليه جرديك [٣] النّوري فقتله في جمادى الأولى، لأن أسد الدّين تمارض فعاده شاور، فقبضوا عليه وقتلوه كما تقدم.


[١] في «آ» و «ط» : «صلاح الدّين بن يوسف» وهو خطأ فحذفت لفظة «ابن» من السياق ليصح.
[٢] زيادة من «العبر» (٤/ ١٨٦) و «سير أعلام النبلاء» (٢٠/ ٥١٤) .
[٣] في «آ» و «ط» : «خردبك» وفي «العبر» بطبعتيه: «جردبك» والتصحيح من «وفيات الأعيان» (٢/ ٤٤٨) و «سير أعلام النبلاء» (٢٠/ ٥١٥) .

<<  <  ج: ص:  >  >>