للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال ابن الجوزي: سئل في مجلس وعظه- وأنا أسمع- عن أخبار الصفات، فنهى عن التعرض [لها] ، وأمر بالتسليم، وأنشد:

أبى العاتب [١] الغضبان يا نفس أن يرضى ... وأنت التي صيّرت طاعته فرضا

فلا تهجري من لا تطيقين هجره ... وإن همّ بالهجران خدّيك والأرضا

ومن شعره:

ملكتم مهجتي بيعا ومقدرة ... فأنتم اليوم أغلالي وأغلى لي

علوت فخرا ولكني ضنيت هوى ... وأنتم اليوم أعلالي وأعلى لي

أوصى لي البين أن أسقى بحبكم ... فقطّع البين أوصالي وأوصى لي

توفي يوم الاثنين ثاني عشر شعبان، ودفن بمقبرة الرباط، ثم نقل بعد خمسة أيام فدفن على والديه بمقبرة الإمام أحمد.

وفيها أبو الحسن علي بن محمد بن علي بن هذيل البلنسيّ [٢] شيخ المقرئين بالأندلس.

ولد سنة إحدى وسبعين وأربعمائة، وقرأ القراءات على ابن داود ولازمه أكثر من عشر سنين، وكان زوج أمّه، فأكثر عنه، وهو أثبت الناس فيه. وروى «الصحيحين» و «سنن أبي داود» وغير ذلك.

قال [ابن] الأبّار: كان منقطع القرين في الفضل والزهد والورع، مع العدالة والتواضع والإعراض عن الدّنيا والتقلل منها، صوّاما قوّاما، كثير الصّدقة، انتهت إليه الرئاسة في صناعة الإقراء، وحدّث عن جلّة لا يحصون، وتوفي في رجب.


[١] في «آ» و «ط» : «الغائب» وما أثبته من «ذيل طبقات الحنابلة» (١/ ٣٠٤) .
[٢] انظر «العبر» (٤/ ١٨٧- ١٨٨) و «سير أعلام النبلاء» (٢٠/ ٥٠٦- ٥٠٧) و «غاية النهاية في طبقات القراء» (١/ ٥٧٣) .

<<  <  ج: ص:  >  >>