للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رجعا، وخرجا من ليلتهما في بقية من رجب، فقدم الحسين مكّة، وأقام بها، وخرج منها يوم التروية إلى الكوفة فبعث عبيد الله [١] بن زياد لحربه عمر بن سعد بن أبي وقّاص، وقيل: أرسل عبد الله [٢] ابن الحارث التميميّ، أن جعجع بالحسين، أي احبسه [٣] .

والجعجاع المكان الضيق [٣] .

ثم أمر معمر بن سعيد في أربعة آلاف، ثم صار عبيد الله بن زياد يزيد في العسكر إلى أن بلغوا اثنين وعشرين ألفا، وأميرهم عمر بن سعد ابن أبي وقّاص، واتفقوا على قتله يوم عاشوراء، قيل: يوم الجمعة، وقيل: السبت، وقيل: الأحد، بموضع يقال له: الطّفّ [٤] ، وقتل معه اثنان وثمانون رجلا فيهم الحارث بن يزيد التّميميّ، لأنه تاب آخرا، حين رأى منعهم له من الماء، وتضييقهم عليه، قيل: ووجد بالحسين رضي الله عنه ثلاث وثلاثون طعنة، وأربع وثلاثون ضربة، وقتل معه من الفاطميين سبعة عشر رجلا.

وقال الحسن البصريّ: أصيب مع الحسين ستة عشر رجلا من أهل بيته، ما على وجه الأرض يومئذ لهم شبيه، وجاء بعض الفجرة برأسه إلى ابن زياد وهو يقول:

أوقر ركابي فضّة وذهبا ... إني [٥] قتلت الملك المحجّبا

قتلت خير النّاس أمّا وأبا ... [وخيرهم إذ ينسبون نسبا] [٦]


[١] في الأصل، والمطبوع: «عبد الله» وهو خطأ.
[٢] في المطبوع: «عبيد الله» .
[٣] في المطبوع: «أحبه» وهو خطأ، وانظر «لسان العرب» «جعع» (١/ ٦٣٦) .
[٤] الطف: أرض من ضاحية الكوفة في طريق البرية ... وهي أرض بادية قريبة من الريف، فيها عدة عيون ماء جارية. انظر «معجم البلدان» لياقوت (٤/ ٣٦) .
[٥] في «تاريخ الطبري» : «أنا» .
[٦] البيتان في «تاريخ الطبري» (٥/ ٤٥٤) منسوبان إلى سنان بن أنس، وما بين حاصرتين زيادة منه.

<<  <  ج: ص:  >  >>