للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

به، وأنه توفي يوم السبت سلخ ربيع الأول سنة إحدى وسبعين وخمسمائة.

وفيها أبو بكر عبد الرحمن المقرئ بن الأسعد الغيّاثي [١] الفقيه الحنبلي، ويعرف بالأعزّ البغدادي.

كان في ابتداء أمره يغنّي، وله صوت حسن، ثم تاب وحسنت توبته.

وقرأ القرآن في زمن يسير، وتعلّم الخطّ في أيام قلائل، وحفظ كتاب الخرقي وأتقنه، وقرأ مسائل الخلاف على جماعة من الفقهاء، وكان ذكيا جدا يحفظ في يوم واحد ما لا يحفظ غيره في شهر. وسمع من عبد الوهاب الأنماطي، وسعد الخير الأنصاري [٢] ، وتكلّم في مسائل الخلاف، وسافر إلى الشام، وسكن دمشق مدة، وأمّ بالحنابلة في جامعها، ثم توجه إلى ديار مصر، فاستوطنها إلى حين وفاته، وكان فقيها فاضلا قارئا مجوّدا، طيب النغمة.

قال ابن اللّيثي [٣] : كان قويا في دين الله، متمسكا بالآثار، لا يرى منكرا أو يسمع به إلّا غيّره، لا يحابي في قول الحقّ أحدا. قال: وصحبته وسمعت عليه معتقدا في السّنّة. قاله ابن رجب.

وفيها عبد النّبيّ بن المهدي [٤] الذي كان تغلّب على اليمن، ويلقب بالمهدي، وكان أبوه أيضا قد استولى على اليمن، فظلم، وغشم، وذبح الأطفال، وكان باطنيا من دعاة المصريين، فهلك سنة ست وستين، وقام بعده ولده [٥] هذا فاستباح الحرائر، وتمرد على الله، فقتله شمس الدولة كما ذكرنا.


[١] انظر «ذيل طبقات الحنابلة» (١/ ٣٣٠- ٣٣١) وفيه: «عبد الرحمن بن النفيس بن الأسعد» .
[٢] تحرفت في «آ» و «ط» إلى «الأنماطي» والتصحيح من «ذيل طبقات الحنابلة» .
[٣] في «ذيل طبقات الحنابلة» : «ابن اللتي» بالتاء، ولم أظفر بترجمة له فيما بين يديّ من المصادر والمراجع.
[٤] انظر «العبر» (٤/ ٢٠٧) و «غربال الزمان» ص (٤٥٣) .
[٥] في «العبر» : «الولد» .

<<  <  ج: ص:  >  >>