للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفيها أبو الحسن علي بن أحمد بن حنين الكناني القرطبي [١] ، نزيل فاس. سمع «الموطأ» من أبي عبد الله بن الطلّاع [٢] ، وأخذ القراءات عن أبي الحسن العبسي، وسمع من حازم بن محمد والكبار، وحجّ سنة خمسمائة، ولقي الكبار وعمّر دهرا.

ولد سنة ست وسبعين وأربعمائة، وتصدّر للإقراء مدة.

وفيها الفقيه عمارة بن علي بن زيدان أبو محمد الحكمي المذحجي اليمني [٣] الشافعي الفرضي، نجم الدّين، نزيل مصر، وشاعر العصر.

قال ابن خلّكان [٤] : كان شديد التعصب للسّنّة، أديبا، ماهرا، لم يزل ماشي الحال في دولة المصريين إلى أن ملك صلاح الدّين، فمدحه ثم إنه شرع في أمور، وأخذ في اتفاق مع الرؤساء في التعصب للعبيديين وإعادة دولتهم، فنقل أمرهم- وكانوا ثمانية- إلى صلاح الدّين فشنقهم في رمضان.

انتهى.

وقال الإسنوي [٥] : حجّ سنة تسع وأربعين، وسيّره قاسم بن هاشم أمير مكّة- شرفها الله تعالى- رسولا إلى الدّيار المصرية، فدخلها في ربيع الأول سنة خمسين وخمسمائة، والخليفة يومئذ الفائز بن الظافر، والوزير الصالح بن رزّيك، فمدحهما بقصيدة منها:

الحمد للعيس بعد العزم والهمم ... حمدا يقوم بما أولت [٦] من النّعم

[٧]


[١] انظر «العبر» (٤/ ٢٠٨) و «سير أعلام النبلاء» (٢١/ ٥٦- ٥٧) .
[٢] في «سير أعلام النبلاء» : «الكلاعي» .
[٣] انظر «العبر» (٤/ ٢٠٨) و «غربال الزّمان» ص (٤٥٣- ٤٥٤) .
[٤] انظر «وفيات الأعيان» (٣/ ٤٣٣) .
[٥] انظر «طبقات الشافعية» للإسنوي (٢/ ٥٦٥- ٥٦٨) .
[٦] كذا في «آ» و «ط» و «وفيات الأعيان» (٣/ ٤٣٢) : «بما أولت» وفي «طبقات الشافعية» للإسنوي: «بما أوليت» .
[٧] في «طبقات الشافعية» للإسنوي: «من نعم» .

<<  <  ج: ص:  >  >>