للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وتهاونهم بمنصب النّبوّة، وما أعظم ذلك، فسبحان من حفظ الشريعة حينئذ وشيّد أركانها حتى انقضت دولتهم، وعلى فعل الأمويين وأمرائهم بأهل البيت حمل قوله صلى الله عليه وسلم: «هلاك أمتي على يدي أغيلمة من قريش» [١] . قال أبو هريرة: لو شئت أن أقول بني فلان وبني فلان لفعلت، ومثل فعل يزيد فعل بسر بن أرطاة [٢] العامري أمير معاوية في أهل البيت من القتل والتشريد، حتى خدّ لهم الأخاديد، وكانت له أخبار شنيعة في عليّ وقتل ولدي عبيد الله [٣] بن عبّاس وهما صغيران على يدي أمّهما، ففقدت عقلها، وهامت على وجهها، فدعا عليه عليّ أن يطيل الله عمره، ويذهب عقله، فكان كذلك، خرف في آخر عمره، ولم تصح له صحبة، وقال الدّارقطني [٤] :

كانت [له] [٥] صحبة ولم تكن له استقامة بعد النبيّ صلى الله عليه وسلم، وقال التّفتازاني [٦] في «شرح العقائد النسفية» : اتفقوا على جواز اللعن على من قتل الحسين، أو أمر به، أو أجازه، أو رضي به، قال: والحق إن رضى [٧] يزيد بقتل


[١] رواه أحمد في «المسند» (٢/ ٥٢٠) ولفظه فيه: «هلاك هذه الأمة على يدي أغيلمة من قريش» ، ورواه بنحوه البخاري رقم (٣٦٠٥) في المناقب و (٧٠٥٨) في الفتن، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
[٢] في الأصل، والمطبوع: «بشر بن أرطاة» ، وهو خطأ، والتصحيح من كتب التراجم التي بين أيدينا.
[٣] في الأصل: «عبد الله» وهو خطأ.
[٤] هو علي بن عمر بن أحمد بن مهدي الدارقطني، أبو الحسن، إمام عصره في الحديث، وأول من صنف القراءات وعقد لها أبوابا، وصنف مصنفات مختلفة منها: «السنن» وعليه تدور شهرته، مات سنة (٣٨٥ هـ) . انظر «طبقات الحفاظ» للسيوطي ص (٣٩٣، ٣٩٤) ، و «الأعلام» للزركلي (٤/ ٣١٤) .
[٥] لفظة «له» التي بين حاصرتين سقطت من الأصل، وأثبتناها من المطبوع.
[٦] هو مسعود بن عمر بن عبد الله التفتازاني، سعد الدين، من أئمة العربية، والبيان، والمنطق، من كتبه «تهذيب المنطق» ، و «المطول» ، و «المختصر» اختصر به شرح تلخيص المفتاح، و «مقاصد الطالبين» مات سنة (٧٩٣ هـ) . انظر «الأعلام» للزركلي (٧/ ٢١٩) .
[٧] في المطبوع: «رضا» وهو خطأ.

<<  <  ج: ص:  >  >>