للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحسين، واستبشاره بذلك، وإهانته أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم مما تواتر معناه، وإن كان تفصيله آحادا، قال: فنحن [لا] [١] نتوقف في شأنه، بل في كفره وإيمانه، لعنة الله عليه وعلى أنصاره وأعوانه [٢] .

وقال الحافظ ابن عساكر نسب إلى يزيد قصيدة منها:

ليت أشياخي ببدر شهدوا ... جزع الخزرج من وقع الأسل

لعبت هاشم بالملك بلا ... ملك جاء ولا وحي نزل [٣]

فإن صحت عنه، فهو كافر بلا ريب. انتهى بمعناه.

وقال الذّهبيّ فيه: كان ناصبيا، فظّا، غليظا، يتناول المسكر ويفعل المنكر، افتتح دولته بقتل الحسين، وختمها بوقعة الحرّة، فمقته النّاس، ولم يبارك في عمره، وخرج عليه غير واحد بعد الحسين، وذكر من خرج عليه، وقال فيه في «الميزان» [٤] إنه مقدوح في عدالته ليس بأهل أن يروى عنه.

وقال رجل في حضرة عمر بن عبد العزيز: أمير المؤمنين يزيد، فضربه عمر عشرين سوطا.

واستفتي الكيا الهرّاسي [٥] فيه فذكر فصلا واسعا من مخازيه حتى نفدت الورقة، ثم قال: ولو مددت ببياض لمددت العنان في مخازي مخازي هذا الرجل.


[١] لفظة «لا» سقطت من الأصل، وأثبتناها من المطبوع.
[٢] قلت: لا يجوز لعن المسلم وتكفيره وإن كان فاسقا وعاصيا.
[٣] البيت الأول من قصيدة لعبد الله بن الزّبعري ذكرها ابن هشام في «السيرة» (٢/ ١٣٧) ، وأورد البيت مفردا ابن عبد ربه في «العقد الفريد» (٥/ ٣٤٤) ، وانظر «المؤتلف والمختلف» للآمدي ص (١٣٢) طبعة الدكتور ف. كرنكو، و «الأعلام» للزركلي (٤/ ٨٧) .
[٤] انظر «ميزان الاعتدال» للحافظ الذهبي (٤/ ٤٤٠) .
[٥] هو علي بن محمد بن علي الطبري، أبو الحسن، الملقب بعماد الدّين، والمعروف

<<  <  ج: ص:  >  >>