للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأشار الغزالي [١] إلى التوقّف في شأنه، والتنزّه عن لعنه، مع تقبيح فعله.

وذكر ابن عبد البرّ [٢] ، والذّهبيّ وغيرهما مخازي مروان بأنه أول من شق عصا المسلمين بلا شبهة، وقتل النّعمان بن بشير أول مولود من الأنصار في الإسلام، وخرج على ابن الزّبير بعد أن بايعه على الطاعة، وقتل طلحة بن عبيد الله يوم الجمل، وإلى هؤلاء المذكورين، والوليد بن عقبة، والحكم بن أبي العاص، ونحوهم، الإشارة بما ورد في حديث المحشر وفيه: «فأقول:

يا ربّ أصحابي، فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك» [٣] ولا يرد على ذلك ما ذكره العلماء من الإجماع على عدالة الصحابة، وأن المراد به الغالب وعدم الاعتداد بالنادر، والذين ساءت أحوالهم ولابسوا الفتن بغير تأويل ولا شبهة، وقال اليافعي [٤] : وأما حكم من قتل الحسين أو أمر بقتله ممن استحلّ


ب الكيا الهراسي، فقيه شافعي، ومفسر، مات سنة (٥٠٤ هـ) . والكيا بالعجمية: الكبير القدر المقدم بين الناس. انظر «إعجام الأعلام» ص (١٧٤) ، و «الأعلام» (٤/ ٣٢٩) .
[١] هو محمد بن محمد بن محمد الغزالي الطوسي، أبو حامد، حجة الإسلام، الإمام المشهور.
[٢] هو يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر النمري القرطبي المالكي، أبو عمرو، من كبار حفاظ الحديث، يقال له: حافظ المغرب، له مصنفات كثيرة متنوعة، منها «الاستيعاب في معرفة الأصحاب» وغيره من الكتب النافعة، مات سنة (٤٦٣ هـ) . انظر «سير أعلام النبلاء» للذهبي (١٥/ ٤٩٨) ، و «الأعلام» للزركلي (٩/ ٣١٦) وسوف ترد ترجمته في المجلد الخامس.
[٣] رواه البخاري في صحيحه رقم (٦٥٢٦) في الرقاق، باب الحشر، وفي فرض الخمس، باب قوله تعالى: وَاتَّخَذَ الله إِبْراهِيمَ خَلِيلًا ٤: ١٢٥ من حديث عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنه سيجاء برجال من أمتي فيؤخذ بهم ذات الشمال، فأقول: يا رب أصحابي، فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك، فأقول كما قال العبد الصالح: (وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم) .. إلى قوله (الحكيم) » قال: «فيقال لي: إنهم لم يزالوا مرتدين على أعقابهم» .
[٤] تقدم التعريف به في الصفحة (٦٥- ٦٦) .

<<  <  ج: ص:  >  >>