للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مفتيا محدّثا مقرئا نسابة أخباريا، بديع الخطّ، وقيل: هو أول من خطب بالدعوة العباسية بمصر، توفي في رجب.

وفيها تجنّي الوهبانية [١] أم عتب [٢] . آخر من روى في الدّنيا بالسماع عن طراد، والنّعالي. توفيت في شوال.

وفيها المستضيء بأمر الله، أبو محمد الحسن بن المستنجد بالله يوسف بن المقتفي محمد بن المستظهر أحمد بن المقتدي العبّاسي [٣] بويع بعد أبيه في ربيع الآخر سنة ست وستين، ونهض بخلافته الوزير عضد الدّين ابن رئيس الرؤساء فاستوزره، وكان ذا دين وحلم وأناة ورأفة ومعروف زائد، وأمه أرمنية، عاش خمسا وأربعين سنة، وخلّف ولدين أحمد الناصر وهاشما.

قال ابن الجوزي في «المنتظم» : أظهر من العدل والكرم ما لم نره في أعمارنا، وفرّق مالا عظيما في الهاشميين وفي المدارس، وكان ليس للمال عنده وقع.

وقال الذهبي: كان يطلب ابن الجوزي ويأمر بعقد مجلس الوعظ، ويجلس بحيث يسمع ولا يرى، وفي أيامه اختفى الرفض [ببغداد ووهى، وأما بمصر والشام فتلاشى، وزالت دولة العبيديين أولي الرفض] [٤] وخطب له بديار مصر وبعض المغرب واليمن.

وقال السيوطي في «تاريخ الخلفاء» : ولما استخلف خلع على أرباب الدولة وغيرهم فحكى خيّاط المخزن أنه فصل ألفا وثلاثمائة قباء إبريسم،


[١] انظر «العبر» (٤/ ٢٢٣) - وقد تحرفت «الوهبانية» فيه وفي طبعة بيروت منه إلى «الوهّابية» - و «سير أعلام النبلاء» (٢٠/ ٥٥٠- ٥٥١) .
[٢] في «مشتبه النسبة» للذهبي (١/ ١١٠) : «ويقال: أم الحباء» .
[٣] انظر «العبر» (٤/ ٢٢٣- ٢٢٤) و «سير أعلام النبلاء» (٢١/ ٦٨- ٧٢) و «تاريخ الخلفاء» للسيوطي ص (٤٤٤- ٤٤٨) .
[٤] ما بين حاصرتين سقط من «آ» .

<<  <  ج: ص:  >  >>