للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وخطب له على منابر بغداد، ونثرت الدنانير كما جرت العادة، وولّى روح الحديثي القضاء، وأمر سبعة عشر مملوكا.

وللحيص بيص فيه:

يا إمام الهدى علوت عن الجو ... د بمال وفضّة ونضار

فوهبت الأعمار والأمن والبل ... دان في ساعة مضت من نهار

فبماذا نثني عليك وقد جا ... وزت فضل البحور والأمطار

[١]

إنما أنت معجز مستقلّ ... خارق للعقول والأفكار

جمعت نفسك الشريفة بالبأ ... س وبالجود بين ماء ونار

قال ابن الجوزي: واحتجب المستضيء عن أكثر الناس فلم يركب إلّا مع الخدم، ولم يدخل عليه غير قيماز، وفي خلافته انقضت، دولة بني عبيد، وخطب له بمصر وضربت السكة باسمه، وجاء البشير بذلك، فغلّقت الأسواق ببغداد، وعملت القباب، وصنّفت كتابا سميته «النصر على مصر» . هذا كلام ابن الجوزي.

وللعماد الكاتب قصيدة في ذلك منها:

قد خطبنا للمستضيء بمصر ... نائب المصطفى إمام العصر

وخذلنا لنصره العضد العا ... ضد والقاصر الذي بالقصر

وتركنا الدّعيّ [٢] يدعو ثبورا ... وهو بالذّل تحت حجر وحصر

وتوفي المستضيء في ذي القعدة عن ست وثلاثين سنة.

وفيها أبو الحسين عبد الحقّ بن عبد الخالق بن أحمد اليوسفيّ [٣] الشيخ الثقة، عن إحدى وثمانين سنة. أسمعه أبوه الكثير من أبي القاسم


[١] في «آ» : «والأقطار» .
[٢] في «آ» : «المدعي» وهو تحريف، وأثبت لفظ «ط» و «تاريخ الخلفاء» .
[٣] انظر «العبر» (٤/ ٢٢٤) و «سير أعلام النبلاء» (٢٠/ ٥٥٢- ٥٥٤) و «دول الإسلام» (٢/ ٨٨) .

<<  <  ج: ص:  >  >>