للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أيضا في الحديث، واشتهر بالإتقان وسعة المعرفة بالعربية. توفي في ربيع الأول عن ثلاث وسبعين سنة.

قال ابن ناصر الدّين [١] : لم يكن له نظير في الإتقان.

وفيها أبو بكر الباقداري- بكسر القاف بعد الموحدة والألف وبإهمال الدال والراء، نسبة إلى باقدارى بالقصر من قرى بغداد [٢]- محمد بن أبي غالب ابن أحمد بن أحمد بن مرزوق بن أحمد الضرير [٣] الحافظ. سمع أبا محمد سبط الخيّاط فمن بعده، وبرع في الحديث حتّى صار ابن ناصر يسأله ويرجع إلى قوله، وكان حنبليّ المذهب.

قال ابن الدّبيثي [٤] : انتهى إليه معرفة رجال الحديث وحفظه، وعليه كان المعتمد فيه، توفي كهلا لخمس بقين من ذي الحجّة ببغداد.

وفيها أبو عبد الله الوهراني محمد بن محرز ركن الدّين وقيل جمال الدّين [٥] المقرئ الأديب الكاتب، صاحب المزاح والدعابة والمنام الطويل، الذي جمع أنواعا من المجون والأدب. مات في رجب بدمشق. قاله في «العبر» .

وقال ابن خلّكان: هو أحد الفضلاء الظرفاء، قدم من بلاده إلى البلاد المصرية في أيام السلطان صلاح الدّين- رحمه الله تعالى- وفنّه الذي يمتّ به صناعة الإنشاء، فلما دخل البلاد رأى بها القاضي الفاضل، وعماد الدّين الأصبهاني الكاتب، وتلك الحلبة علم من نفسه أنه ليس في طبقتهم ولا تنفق سلعته مع وجودهم، فعدل عن طريق الجدّ وسلك طريق الهزل، وعمل


[١] في «التبيان شرح بديعة البيان» (١٦٧/ ب) .
[٢] انظر «معجم البلدان» (١/ ٣٢٧) وهو مترجم فيه.
[٣] انظر «العبر» (٤/ ٢٢٥) و «سير أعلام النبلاء» (٢١/ ١٤٦) .
[٤] في «آ» و «ط» : «ابن الزّينبي» وهو تحريف، والتصحيح من «العبر» و «سير أعلام النبلاء» .
[٥] انظر «وفيات الأعيان» (٤/ ٣٨٥- ٣٨٦) و «العبر» (٤/ ٢٢٥- ٢٢٦) .

<<  <  ج: ص:  >  >>