للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المنامات والرسائل المشهورة والمنسوبة إليه، وهي كثيرة بأيدي الناس، وفيها دلالة على خفة روحه ورقة حاشيته وكمال ظرفه، ولو لم يكن فيها إلّا المنام الكبير لكفاه، فإنه أتى فيه بكل حلاوة، ولولا طوله لذكرته، ثم إن الوهراني المذكور تنقل في البلاد وأقام بدمشق زمانا، وتوفي في رجب.

ونقلت من خطّ القاضي الفاضل: وردت الأخبار من دمشق في سابع عشر رجب بوفاة الوهراني، رحمه الله تعالى.

والوهراني: بفتح الواو وسكون الهاء وفتح الراء وبعد الألف نون، هذه النسبة إلى وهران مدينة كبيرة على أرض القيروان، بينها وبين تلمسان مسافة يوم وهي على البحر الشامي [١] ، خرج منها جماعة من العلماء وغيرهم.

وفي بعض نسخ ابن خلّكان، ثم إن الوهرانيّ المذكور تنقل في البلاد وأقام بدمشق زمانا، وتولى الخطابة بداريّا، وهي قرية على باب دمشق في الغوطة، وتوفي سنة خمس وسبعين وخمسمائة بداريّا، ودفن على باب تربة الشيخ أبي سليمان الدّاراني، رحمه الله تعالى. انتهى ما أورده ابن خلّكان.

وفيها أبو محمد بن الطبّاخ المبارك بن علي بن الحسين بن عبد الله ابن محمد الطبّاخ البغدادي [٢] نزيل مكّة وإمام الحنابلة بالحرم، المحدّث الحافظ. سمع الكثير ببغداد من ابن الطّيوري، وابن كادش وغيرهما، وتفقّه بالقاضي أبي الحسين، وابن الزّاغوني، وكان صالحا دينا ثقة، حافظ مكّة في زمانه والمشار إليه بالعلم بها، وأخذ عنه ابن عبدوس وغيره، وتوفي في ثاني شوال بمكّة، وكان يوم جنازته مشهودا، رحمه الله تعالى.

وفيها أبو الفضل متوجهر بن محمد بن تركانشاه [٣] الكاتب. كان أديبا


[١] قلت: وهي الآن في الجزائر المعاصرة إلى الشمال الغربي منها على شاطئ البحر الأبيض المتوسط.
[٢] انظر «العبر» (٤/ ٢٢٦) و «سير أعلام النبلاء» (٢٠/ ٥٥٤) .
[٣] في «العبر» (٤/ ٢٢٦) : «ابن تركشاه» ولم يرد للفظة ذكر في «مرآة الجنان» (٣/ ٤٠٢) .

<<  <  ج: ص:  >  >>