للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عظيم فقال: جسرت مجسر [١] هامان [٢] ، أنى [٣] خطر ببالي أني مقدم هذا الجمع؟.

وكان متواضعا، سليم الصدر، مجردا من الدّنيا، ما ادخر شيئا قطّ.

رآه بعض أصحابه في المنام مرارا في مقعد صدق ولم يخبره، وكان للشيخ أحمد امرأة بذيئة اللّسان تسفه عليه وتؤذيه، فدخل عليه الذي رآه في مقعد صدق يوما فرآه وفي يد امرأته محراك التّنّور، وهي تضربه على أكتافه، فاسود ثوبه وهو ساكت، فانزعج الرجل وخرج من عنده [فاجتمع بأصحاب الشيخ] ، وقال: يا قوم يجري على الشيخ من هذه الامرأة هذا وأنتم سكوت؟

فقال بعضهم: مهرها خمسمائة دينار وهو فقير، فمضى الرجل وجمع خمسمائة دينار وجاء بها إلى الشيخ، فقال: ما هذا؟ قال: مهر هذه الامرأة السفيهة التي فعلت بك كذا وكذا، فتبسّم وقال: لولا صبري على ضربها ولسانها ما رأيتني في مقعد صدق.

وعن يعقوب ابن كراز، أن الشيخ كان لا يقوم لأحد من أبناء الدّنيا، ويقول: النظر في وجوههم يقسي القلب، وكان يترنم بهذا البيت:

إن كان لي عند سليمى قبول ... فلا أبالي ما يقول العذول

وكان يقول:

ومستخبري عن سرّ ليلى تركته ... بعمياء من ليلى بغير يقين

يقولون خبّرنا فأنت أمينها ... وما أنا إن خبّرتهم بأمين

وذكر ابن الجوزي، أن سبب وفاته- رضي الله عنه- أبيات أنشدت بين يديه، تواجد عند سماعها تواجدا كان سبب مرضه الذي مات فيه، وكان


[١] في «آ» و «ط» : «حشرت محشر» والتصحيح من «مرآة الزمان» والمعنى أقدمت مقدم هامان.
انظر «مختار الصحاح» (جسر) .
[٢] في «مرآة الزمان» : «ماهان» .
[٣] في «آ» و «ط» : «إن» والتصحيح من «مرآة الزمان» .

<<  <  ج: ص:  >  >>