للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المنشد لها الشيخ عبد الغني بن نقطة حين زاره وهي:

إذا جنّ ليلي هام قلبي بذكركم ... أنوح كما ناح الحمام المطوّق

وفوقي سحاب يمطر الهمّ والأسى ... وتحتي بحار بالأسى تتدفّق

سلوا أمّ عمرو كيف بات أسيرها ... تفكّ الأسارى دونه وهو موثق

فلا هو مقتول ففي القتل راحة ... ولا هو مأسور يفكّ فيطلق

فمفهوم كلام ابن الجوزي أن الأبيات لغيره، مع أن ابن خلّكان [١] ذكر أنها من نظمه.

وفيها أبو طالب الخضر بن هبة الله بن أحمد بن طاووس الدّمشقي المقرئ. آخر من قرأ على أبي الوحش سبيع، وآخر من سمع على الشريف النّسيب، توفي في شوال وله ست وثمانون سنة.

وفيها أبو القاسم بن بشكوال خلف بن عبد الملك بن مسعود بن موسى الأنصاري القرطبي، الحافظ. محدّث الأندلس ومؤرّخها ومسندها.

سمع أبا محمد بن عتّاب، وأبا بحر بن العاص، وطبقتهما، وأجاز له أبو علي الصّدفي، وسمع العالي والنازل، وكان سليم الباطن، كثير التواضع، ألّف خمسين تأليفا في أنواع العلوم، منها «الحكايات المستغربة» و «غوامض الأسماء المبهمة» [٢] و «معرفة العلماء الأفاضل» و «القربة إلى الله بالصلاة على النّبيّ صلى الله عليه وسلم» و «جزء» ذكر فيه من روى «الموطأ» عن مالك، رتبهم على حروف المعجم، فبلغوا ثلاثة وسبعين رجلا، وكتاب «المستعينين عند المهمات والحاجات وما يسرّ الله لهم من الإجابات» وغير ذلك، وولي قضاء بعض جهات إشبيلية، ثم اقتصر على إسماع العلم، وتوفي في ثامن رمضان، وله أربع وثمانون سنة.


[١] انظر «وفيات الأعيان» (١/ ١٧٢) .
[٢] وقد طبع حديثا في مكتبة عالم الكتب ببيروت طبعة متقنة محررة في مجلدين.

<<  <  ج: ص:  >  >>