للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في جمادى الأولى، وهو أخو صاحب حماة تقي الدّين.

وله شعر حسن، منه:

إذا شئت أن تعطي الأمور حقوقها ... وتوقع حكم العدل أحسن موقعه

فلا تصنع المعروف مع غير أهله ... فظلمك وضع الشّيء في غير موضعه

وفيها القطب النّيسابوري، الفقيه العلّامة، أبو المعالي مسعود بن محمد بن مسعود الطّريثيثي- بضم الطاء المهملة، وفتح الراء، وسكون التحتية، ومثلثة، نسبة إلى طريثيث، ناحية بنيسابور- الشافعي.

ولد سنة خمس وخمسمائة، وتفقّه على محمد بن يحيى صاحب الغزالي، وتأدّب على أبيه، وسمع من هبة الله السّيدي وجماعة، وبرع في الوعظ، وحصل له القبول ببغداد، ثم قدم دمشق سنة أربعين، وأقبلوا عليه، ودرّس بالمجاهدية والغزالية، ثم خرج إلى حلب، ودرّس بالمدرستين اللتين بناهما نور الدّين، وأسد الدّين، ثم ذهب إلى همذان فدرّس بها، ثم عاد بعد مدة [١] إلى دمشق، ودرّس بالغزالية، وانتهت إليه رئاسة المذهب بدمشق، وكان حسن الأخلاق، قليل التصنّع، مطّرحا للتكلّف، صنّف مختصرا في الفقه سمّاه «الهادي» وتوفي بدمشق في شهر رمضان، ودفن بمقابر الصوفية.

وفيها أبو محمد بن الشّيرازي، هبة الله بن محمد بن هبة الله بن جميل [٢] البغدادي المعدّل الصوفي الواعظ. سمع أبا علي بن نبهان وغيره، وقدم دمشق سنة ثلاثين وخمسمائة وهو شاب، فسكنها وأمّ بمشهد عليّ وفوّض إليه عقد الأنكحة، توفي في ربيع الأول وهو في عشر الثماني، وأمّ بعده في المشهد ابنه القاضي شمس الدّين أبو نصر محمد.


[١] قوله: «بعد مدة» لم يرد في «آ» .
[٢] كذا في «آ» و «ط» : «ابن جميل» وفي «العبر» بطبعتيه: «ابن مميل» .

<<  <  ج: ص:  >  >>