للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفيها أبو الفضل وفاء بن أسعد التّركي الخبّاز. روى عن أبي القاسم ابن بيان وجماعة، وتوفي في ربيع الآخر، وكان شيخا صالحا.

وفيها ممدود الذّهبي البغدادي المجاب الدّعوة. اتّهم بسرقة فأتي به إلى باب المتولّي [١] ، ومدّ ليضرب، فرفع النّقيب يده ليضربه فيبست يده، فقال له صاحب الباب: ما لك؟ قال: قد يبست يدي، فرفعوه عن الأرض، فعادت يده صحيحة، فعاد النّقيب ليضربه فيبست يده، فعل ذلك ثلاث مرّات، فبكى صاحب الباب، وقام إليه وأجلسه إلى جانبه واعتذر إليه.

وفيها أبو يعقوب يوسف بن عبد المؤمن [٢] صاحب المغرب، كان حسن السيرة، مجاهدا في سبيل الله تعالى، أغار الفنش [٣] ملك طليطلة على بلاد الأندلس، فعدا إليه يوسف في مائتي ألف فارس وثمانين ألفا، فنزل على بلاد الفنش [٣] ، فخامر عليه وزيره ابن المالقي، وقال للعساكر: إن أمير المؤمنين يأمركم أن تعدوا إلى مراكش، فبقي في نفر يسير، وأرسل إلى الفنش [٣] يقول له: ادهمه، فليس معه عسكر، فجاء الفنش [٣] ، فالتقاه يوسف فطعن في جنبه فمات بعد يومين وحمل إلى إشبيلية، وكانت إمارته اثنتين وعشرين سنة، وقدّموا ولده يعقوب وبايعوه، ولقّبوه [٤] بالمنصور، ولم يكن في ولد عبد المؤمن [٥] مثل يعقوب.

وفيها أبو الحسن علي بن أبي المعالي المبارك، وقيل أحمد بن أبي


[١] في «ط» : «النوبي» .
[٢] انظر «سير أعلام النبلاء» (٢١/ ٩٨- ١٠٢) .
[٣] كذا في «آ» و «ط» و «سير أعلام النبلاء» (٢١/ ١٠٠) : «الفنش» وفي بعض المصادر:
«الأذفنش» .
[٤] في «ط» : «ولقّب» .
[٥] في «ط» : «في بني عبد المؤمن» .

<<  <  ج: ص:  >  >>