للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سير المحبّ إلى المحبوب زلزال ... والقلب فيه من الأهوال بلبال

[١]

أطوي المهامة [٢] من قفر على قدم ... إليك تدفعني [٣] سهل وأجبال

فقالوا لي: اتبع الشيخ، فتبعته، فكانت الأرض تطوى لنا، فوافينا حرّان وهم يصلون الصبح. سكن- رحمه الله تعالى- حرّان إلى أن توفي. قاله ابن الأهدل.

وفيها أبو اليسر شاكر بن عبد الله بن محمد التّنوخي المعرّي ثم الدّمشقي [٤] ، صاحب ديوان الإنشاء في الدولة النّورية، عاش خمسا وثمانين سنة.

وفيها المهذّب بن الدّهّان عبد الله بن أسعد بن علي الموصلي [٥] الفقيه الشافعي الأديب الشاعر النحوي، ذو الفنون، دخل يوما على نور الدّين الشهيد، فقال له: كيف أصبحت؟ فقال: أصبحت كما لا يريد الله ولا رسوله، ولا أنت ولا أنا، ولا ابن عصرون، فقال نور الدّين: كيف ذلك؟

فقال: لأن الله ورسوله يريدان مني الإعراض عن الدّنيا والإقبال على الآخرة ولست كذلك، وأنت تريد منّي أن لا أسألك شيئا ولست كذلك، وأنا أريد من نفسي أن أكون أسعد الناس ولست كذلك، وابن عصرون يريد مني أن أكون مقطّعا إربا إربا ولست كذلك، فضحك منه وأمر له بصلة.

وقال العماد الكاتب: لما وصل السلطان صلاح الدّين إلى حمص، خرج إلينا ابن الدّهّان، فقدّمته وقلت: هذا الذي يقول في قصيدة يمدح بها ابن رزّيك:


[١] البلبال: الهم ووسواس الصدر. انظر «مختار الصحاح» (بلل) .
[٢] المهامه: المفاوز. انظر «مختار الصحاح» (مهه) .
[٣] في «غربال الزمان» : «ترفعني» .
[٤] انظر «العبر» (٤/ ٢٤٣) و «سير أعلام النبلاء» (٢١/ ١٤٥) .
[٥] انظر «العبر» (٤/ ٢٤٣) و «سير أعلام النبلاء» (٢١/ ١٧٦- ١٧٧) .

<<  <  ج: ص:  >  >>