للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الناقد النبيل، كما قال ابن ناصر الدّين [١] .

وفيها أبو الفتح بن المنّي ناصح الإسلام نصر بن فتيان بن مطر النّهرواني ثم البغدادي [٢] الحنبلي، فقيه العراق، وشيخ الحنابلة على الإطلاق. روى عن أبي الحسن بن الزّاغوني وطبقته، وتفقّه على أبي بكر الدّينوري، وكان ورعا زاهدا متعبدا، على منهاج السلف الصالح، تخرّج به أئمة.

قال الشيخ ناصح الدّين بن الحنبلي: رحلت إليه فوجدت مسجده بالفقهاء والقراء معمورا، وكل فقيه عنده من فضله وإفضاله مغمورا، فأنخت راحلتي بربعه، وحططت زاملة بغيتي على شرعة شرعه، فوجدت الفضل الغزير، والدّين القويم المنير، [والفحر المستطيل المستطير، والعالم الخبير] [٣] ، فتلقاني بصدر بالأنوار قد شرح، ومنطق بالأذكار قد ذكر ومدح، وبباب إلى كل باب من الخيرات قد شرع وفتح، فتح الله تعالى عليه. حفظ القرآن العظيم وهو في حداثة من سنّه، ولاحت عليه أعلام المشيخة، فرجح منه على كل فنّ [٤] بفضل الله ومنّه.

ثم قال: لم ننقل [عنه] أنه لعب ولا لها، ولا طرق باب طرب، ولا مشى إلى لذّة ومشتهى.

وقال: قال لي ابن المنّي: تقدمت في زمن أقوام ما كنت أصلح أن أقدّم مداسهم.

وقال لي- رحمه الله تعالى-: ما أذكر أحدا قرأ عليّ القرآن إلّا حفظه، ولا سمع درس الفقه إلّا انتفع.


[١] في «التبيان شرح بديعة البيان» (١٦٩/ آ) .
[٢] انظر «العبر» (٤/ ٢٥١) و «سير أعلام النبلاء» (٢١/ ١٣٧- ١٣٨) و «النجوم الزاهرة» (٦/ ١٠٦) و «ذيل طبقات الحنابلة» (١/ ٣٥٨- ٣٦٥) .
[٣] ما بين حاصرتين زيادة من «ذيل طبقات الحنابلة» .
[٤] في «آ» و «ط» : «على كلّ من» والمثبت من «ذيل طبقات الحنابلة» .

<<  <  ج: ص:  >  >>